استمع إلى الملخص
- تواصل قوات النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية هجماتها على شمال غرب سورية باستخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية، حيث شنت 256 هجمة منذ بداية العام، مما أسفر عن مقتل 34 شخصًا وإصابة 88 آخرين.
- الطائرات الانتحارية تستخدم أنظمة توجيه "FPV" وتختلف عن الطائرات العادية، وفي بلدة الأبزمو، أصيب خمسة مدنيين نتيجة استهداف سيارة.
أصيب ثلاثة مدنيين بجروح، اليوم الجمعة، جراء هجمات لطائرات مسيّرة انتحارية، استهدفت بها قوات النظام السوري مدينة الأتارب ومحيطها في الريف الغربي لمحافظة حلب شمالي البلاد، فيما قال فريق "منسقو استجابة سورية" إنّ عدد المسيّرات التي استخدمتها قوات النظام وروسيا في شن هجمات على مناطق شمال غرب سورية بلغت 874 منذ بداية العام الحالي.
وذكر الدفاع المدني السوري، في بيان مقتضب عبر "فيسبوك"، أنّ من بين المصابين طفلة وامرأة بعد استهداف قوات النظام مدينة الأتارب والمزارع المحيطة بها بسبع طائرات مسيّرة انتحارية. وذكر البيان أنّ الطفلة أُصيبت خلال وجودها بالقرب من منزلها، بينما أُصيبت امرأة تعمل بجني محصول الزيتون بانفجار طائرة انتحارية مسيّرة في مركبة بجانبها، كما أُصيب رجل بانفجار طائرة أخرى بسيارة مركونة بجانب منزله، وانفجرت بقية الطائرات المسيّرة الانتحارية في كل من سيارتين مدنيتين ومزرعتين للزيتون، من دون وقوع إصابات.
وفي الخصوص، أوضح فريق "منسقو استجابة سورية" أن قوات النظام وروسيا والمليشيات الإيرانية تواصل هجماتها على مناطق شمال غرب سورية باستخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية، بهدف منع الاستقرار واستمرار التصعيد العسكري، مشيرًا إلى أن قوات النظام وروسيا استهدفت المنطقة منذ بداية العام الحالي بـ256 هجمة، بينما بلغ عدد الطائرات الانتحارية المستخدمة خلال الهجمات 874، أما الطائرات التي أُسقطت من دون تسبب خسائر بشرية فبلغت 133 طائرة، وقال الفريق إن عدد القتلى جراء الهجمات بلغ 34 شخصًا، بينما أُصيب نحو 88 آخرين بينهم نساء وأطفال. ونفذت قوات النظام السوري 36 هجمة باستخدام الصواريخ الموجهة، ما أوقع 16 قتيلًا بينهم 4 أطفال، وإصابة 39 بينهم 6 نساء و14 طفلًا.
وتحمل الطائرات الانتحارية عبوات ناسفة مصنّعة محليًّا من قبل النظام السوري وفق ما أوضح "أبو أمين 80" (مسؤول في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة يفضّل عدم كشف هويته) خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، لافتًا إلى أن الهيكل الخارجي لهذه العبوات هو عبارة عن رأس لقذيفة "آر بي جي"، ويتم تعديلها من حيث نوعية المتفجرات المضافة والشظايا بما يتناسب مع الهدف المراد قصفه بها، سواء كان منزلًا أم سيارة، مبينًا أن وزن العبوة الواحدة يراوح ما بين اثنين وأربعة كيلوغرامات، حيث يُضاف إلى العبوة أسلاك للتفجير وبطارية خاصة.
وتعمل المسيّرات الانتحارية المستخدمة في استهداف مناطق شمال غرب سورية بأنظمة التوجيه المعروفة اختصارًا بـ"FPV" وهو اختصار لما يعرف بالنظرة الأولى للشخص، أو من يقود المسيّرة من الأرض، وفق ما أوضح مهندس المعلوماتية المختص في البرمجة عبد الله الأحمد لـ"العربي الجديد". وأضاف "هذا النظام يعتمد على نقل الصورة من كاميرا المسيّرة مباشرة إلى قائدها، سواء عبر نظارة واقع افتراضي أو شاشة، وهو مختلف عن النظام المعروف والشائع للطائرات المسيّرة العادية "Normal drone"، الذي يعتمد على رؤية المسيّرة بالعين المجردة من قبل القائد، أي إبقاء المسيّرة في مجال رؤيته، وهذا يحد من إمكانية تحليقها لمسافات بعيدة أو ملاحقة الأهداف، على عكس نظام توجيه (النظرة الأولى للشخص)، الذي يتيح لقائد المسيّرة ملاحقة الهدف بشكل مباشر ولمسافات بعيدة خارج نطاق رؤيته".
يذكر أن خمسة مدنيين أُصيبوا بجروح متفاوتة نتيجة استهداف مسيّرة انتحارية سيارة تقلهم إلى ورشة عمل في بلدة الأبزمو في الريف الغربي لمحافظة حلب، وهي بلدة تقع على خطوط التماس بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، حيث تتعرض لقصف متكرر بقذائف المدفعية الثقيلة، وتكرر قوات النظام استهدافها بالطائرات المسيّرة الانتحارية.