سقط 33 شخصاً بين قتيل وجريح بينهم أطفال، اليوم الأحد، جراء قصف صاروخي لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) استهدف تجمعاً للجيش الوطني في مناطق الاشتباكات غربي محافظة تعز اليمنية، بالتزامن مع معارك متصاعدة في الجبهة ذاتها للأسبوع الثاني على التوالي.
واستهدفت جماعة الحوثيين، مساء الأحد، تجمعاً للجيش الوطني في مدرسة طارق بن زياد بمنطقة الكدحة غربي تعز، وذلك بعد يومين من سيطرة القوات الحكومية عليها ضمن عملية عسكرية تهدف إلى فك الحصار المفروض على مدينة تعز منذ 6 سنوات.
وقال مصدر في محور تعز العسكري، لـ"العربي الجديد"، إن حصيلة القصف الصاروخي الذي طاول مدرسة طارق بن زياد في منطقة الكدحة غربي تعز، ارتفعت إلى 12 قتيلاً في صفوف العسكريين، و3 أطفال من أسرة واحدة كانوا في فناء المدرسة لحظة الهجوم الحوثي.
وأشار المصدر إلى أن القصف الصاروخي الذي تم بصاروخ كاتيوشا، أسفر أيضاً عن سقوط 18 جريحا جميعهم من العسكريين، تم نقلهم إلى مستشفيات مدينة تعز، لافتاً إلى أن حالات بعضهم حرجة.
وأثار الهجوم انتقادات واسعة لقيادات الجيش الوطني جراء الدفع بأعداد كبيرة من الجنود إلى مناطق مكشوفة وسهلة الاستهداف بصواريخ قريبة المدى، وطالبوا بمنع تصوير المواقع العسكرية من قبل المصورين الهواة ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، كون ذلك يسهل على الحوثيين مسألة تحديد إحداثيات مواقع القوات الحكومية.
ولا تعلن جماعة "الحوثيين" رسمياً تبني الهجمات الصغرى التي تتم عبر صواريخ الكاتيوشا، لكن وسائل إعلام موالية لها أعلنت، مساء الأحد، عمّا أسمته بالنفير العام في مقبنة من أجل التصدي للتحركات العسكرية.
وفي وقت سابق الأحد، كان مصدر ميداني في القوات الحكومية قد أبلغ "العربي الجديد" أن القصف الصاروخي الحوثي أسفر عن سقوط 5 جنود على الأقل في حصيلة أولية، وأشار إلى أن الهجوم تم بصاروخ كاتيوشا وليس بصاروخ باليستي كما تداولت وسائل إعلام محلية.
وندد البرلمان اليمني الموالي للشرعية بالهجوم الحوثي على المدرسة التي كانت تتمركز بداخلها القوات الحكومية، واعتبرها "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي" واعتداء على الحق في التعليم، رغم أن وسائل إعلام حكومية نشرت لقطات خلال اليومين الماضيين وأظهرتها مجرد ثكنة عسكرية.
وذكر البرلمان، في بيان نشرته وكالة "سبأ" الخاضعة للشرعية، أن القصف الصاروخي الذي وصفه بـ"الجبان" على مدرسة طارق بن زياد، "أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات"، من دون الإشارة إلى رقم محدد أو هوية الضحايا، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
وحمل البرلمان اليمني "مليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات والجرائم، وما يسببه من خسائر وتداعيات في ظل عدوانها المستمر والمتكرر بحق المدنيين في القطاعات المدنية".
وجاء القصف الصاروخي بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية واسعة لجماعة الحوثيين إلى مدينة البرح، بهدف شن هجمات مضادة واستعادة المواقع التي خسرتها خلال الأيام الماضية في جبهة الكدحة ومديرية مقبنة، ووفقا لمصادر، فقد اعتمدت المليشيا على الهجمات الصاروخية والمدفعية بدرجة رئيسية لقصف المواقع المكشوفة للقوات الحكومية.
مشتركة الساحل الغربي تدك تعزيزات حوثية في مديرية مقبنة غرب تعز https://t.co/dpLFkrCVee
— المركز الإعلامي ل ألوية العمالقة جبهةالساحل الغربي (@sahel_almakha) March 14, 2021
وأعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي، التي تشارك في المعارك ضد الحوثيين غربي تعز، أنها استهدفت تعزيزات حوثية في جبهة دوّار البرح وجبال رسيان بمديرية مقبنة، كانت في الطريق إلى جبهات القتال.
وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة أن مدفعية اللواء الرابع عشر عمالقة واللواء 22 مشاة دكّت تعزيزات عسكرية لمليشيات الحوثي في أطراف مدينة البرح، وتمكنت من تدمير دوريات عسكرية محملة بعشرات المسلحين ومعدات عسكرية تابعة للمليشيات.
وشهدت مدينة الحديدة، خلال الساعات الماضية، معارك عنيفة تهدد بانهيار الهدنة الهشة التي ترعاها الأمم المتحدة، حيث تبادلت القوات المشتركة وجماعة الحوثيين الاتهامات بارتكاب سلسلة خروقات بمختلف أنواع الأسلحة.
وقالت وسائل إعلام حوثية إن طائرة بدون طيار للتحالف السعودي أطلقت قذيفة على مديرية الحوك، ما أدى إلى مقتل امرأة، فضلاً عن قصف بـ8 صواريخ كاتيوشا وقذائف مدفعية طاولت حارة الضبياني وسوق الحلقة في الأطراف الشرقية لمدينة الحديدة، فيما أعلنت القوات المشتركة إصابة مدنيين بقصف مدفعي حوثي طاول مدينة حيس في المحافظة نفسها.
وفي محافظة حجة القريبة من الحدود السعودية، التي استؤنفت فيها المعارك أول من أمس الجمعة، أعلن الجيش الوطني، مساء الأحد، تحقيق مكاسب ميدانية جديدة، فيما نشرت وسائل إعلام سعودية لقطات تظهر مشاركة قوات سعودية برية في المعارك الدائرة بمديرية عبس.
وقال المركز الإعلامي للقوات الحكومية إنه تم تحرير عدد من المواقع من قبضة الحوثيين، وتدمير مدرعة تابعة للمليشيا، ما أدى إلى مصرع 5 عناصر كانوا على متنها في مديرية عبس.
#حجه
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) March 14, 2021
قوات الجيش الوطني تحرر عدداً من المواقع التي كانت تحت سيطرة المليشيات الحوثية في مديرية عبس، ولا تزال المعارك مستمرة وسط تقدم ثابت لأبطال الجيش وفرار المليشيات.