أداء اليمين الدستورية
وتُعقد، غدا الأربعاء، جلسة عامة في البرلمان لأداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، وسط تحضيرات على أعلى مستوى من أجل هذا الحدث، الذي ينتظره التونسيون وشركاء تونس والمهتمون بمسار الانتقال السياسي في البلد بعد الثورة. وتبدأ الجلسة عند الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي.
ووجه البرلمان دعوات إلى ضيوف السلطة التشريعية، التي تحتضن مراسم أداء اليمين الدستورية لثاني رئيس منتخب بشكل ديمقراطي وتعددي، منذ المصادقة على دستور الجمهورية الثانية في 2014.
نصّ اليمين
وفي أداء اليمين الدستورية، يقول الرئيس المنتخب: "أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال تونس وسلامة ترابها، وأن أحترم دستورها وتشريعها، وأن أرعى مصالحها، وأن ألتزم بالولاء لها".
أجندة جلسة البرلمان
وبشكل مختصر، فإنّ جدول أعمال جلسة البرلمان لتنصيب الرئيس الجديد رسميًا يتوزّع كالتالي:
- افتتاح الجلسة بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم.
- النشيد الرسمي.
- كلمة رئيس مجلس نواب الشعب بالنيابة.
- أداء اليمين من قبل رئيس الجمهورية المنتخب.
- خطاب رئيس الجمهورية إلى الشعب التونسي.
كلمة الرئيس أمام البرلمان
ويتوجه الرئيس التونسي قيس سعيد بكلمة إلى الشعب، تعد الأولى من تحت قبة البرلمان منذ انتخابه في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، بأغلبية أصوات جاوزت 2.7 مليون صوت، بنسبة تصويت فاقت 72.2%، وهي تعد أعلى نسبة تصويت انتخابي شعبي منذ الثورة. ويتوقع أن تتناول كلمته الخطوط العامة لسياسته، ووعوده إلى الشعب التونسي.
نحو قصر قرطاج
وتستعد رئاسة الجمهورية بدورها إلى مراسم تسليم السلطة إلى الرئيس الجديد، حيث يقتضي البروتوكول توجه سعيد مباشرة بعد جلسة أداء اليمين نحو قصر قرطاج، لحضور الموكب الرسمي الذي ينطلق باستعراض عسكري تشريفي للقائد الأعلى للقوات المسلحة الجديد، ثم يستقبل الرئيس المؤقت محمد الناصر خلفه في مكتبه، قبل دخول ما يسمى في المراسم بـ"الخلوة الرئاسية" حيث سيجري تسليمه "مفاتيح قصر قرطاج وأسراره"، كما يطلق عليه الخبراء. ويغادر الناصر إلى مقر إقامته ليفسح المجال للرئيس الجديد لمباشرة مهامه رسميا، وتشكيل فريق ديوانه الرئاسي.
حضور دولي
وقال فيصل خليفة، المتحدث باسم البرلمان التونسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "دولا صديقة وشقيقة ومنظمات دولية وهيئات إقليمية عبرت عن اهتمامها بهذا الحدث التاريخي، وعبرت عن رغبتها في الحضور لمراسم تسلّم السلطة".
ولفت المتحدث إلى أن "سفراء الدول الصديقة والشقيقة ورؤساء البعثات الدبلوماسية سيحضرون المراسم ممثلين لدولهم، كما سيسجل حضور عدد هام من وسائل الإعلام الدولية والمحلية".
الرؤساء السابقون
وبين خليفة أن "الجلسة العامة الممتازة سيحضرها رؤساء تونس المتعاقبون، ورؤساء الحكومات الذي تداولوا على تونس بعد الثورة"، مؤكدا دعوة الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، والرئيس الأسبق فؤاد المبزع، ورؤساء الحكومات السابقين حمادي الجبالي ومهدي جمعة وعلي العريض، إلى جانب رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، ورؤساء الأحزاب البرلمانية الحالية، على غرار رئيس حزب النهضة وتحيا تونس ونداء تونس والتيار الديمقراطي وأحزاب الجبهة الشعبية والحراك وتيار المحبة، وجميع الأحزاب الممثلة في البرلمان دون استثناء.
وأضاف أنه تمت دعوة المنظمات الوطنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ورئيس اتحاد الفلاحين، والمجلس الأعلى للقضاء، ورئيس هيئة الانتخابات، ورئيس هيئة الاتصال السمعي البصري.
وأقدم سعيد على التصريح بمكاسبه وممتلكاته ومصالحه أمام هيئة مكافحة الفساد، كما يلزم القانون التونسي أي مسؤول رسمي قبل أن يباشر مهامه، وبعد أن يغادر منصبه، لتتم محاسبته في حالات الإثراء غير المشروع.
وقال سعيد، في تصريح صحافي: "هذه المرّة الثانية التّي أقوم فيها بالتصريح بمكتسباتي، ولم يتغيّر شيء مقارنة بالمرّة الأولى سوى الصّفة".
وشدّد سعيّد على أنّه "سيعمل على عدم ذهاب مليّم واحد من المال التونسي في غير محلّه"، وفق تعبيره، مضيفا أنّ "الشعب التونسي يعيش اليوم ثورة حقيقة غير مسبوقة، وسأعمل على عدم تخييب آماله".