قد يرفض مدرسون عاديون مجرد الإيحاء بتحويل حصصهم التعليمية إلى ما يشبه "نظام لعبة" تشهد جمع تلاميذ علامات، وتمنحهم مكاسب ربما على صعيد ألقاب ينالونها، أو أفضليات في خيارات تشمل الاختبارات أو التمتع بفترات أطول من النقاهة، واختيار برامج جماعية وفردية. بالنسبة إلى هؤلاء المدرسين، يبعد "نظام اللعبة" التعليم عن الرصانة، وقد يخلق جواً يمنع الطلاب من التقاط المعرفة عبر حوافز التفوق الشخصي التي تفرض التركيز الكبير، فيما يعتبرون أن فكرة تحصيل العلم عبر مكافآت جماعية ترتبط بألعاب، غير مضمونة النتائج.
يشير تقرير نشره موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" إلى أن الأستاذ في جامعة ماكواري، روان تولوش، أنشأ قبل سنوات "نظام لعبة" للمساعدة في إثارة حماسة طلابه الجامعيين، وتمحورت حول مكافأتهم بنقاط عن إجراء قراءات تحضير، وطرح أسئلة في الفصل، والمساهمة في العمل الجماعي.
وخلال الممارسة، طوّر تولوش منهجيته وفلسفته التعليمية عبر إنشاء منصة إلكترونية أطلق عليها اسم "تغيير اللعبة" شكلت امتداداً لمنهج النقاط، وسمحت للطلاب بإنفاق هذه النقاط عبر بطاقات تسمح لهم بالتحكم في جوانب معينة من الفصول الدراسية، مثل أسلوب أداء المهمات، أو إجبار زملائهم في الفصل على التحدث مثل القراصنة. ثم أطلق منصة أخرى تضمنت روايات غامضة يحلها اللاعبون من خلال بحوث.
وخلال عرضه أفكار المنصتين على هامش مؤتمر "ايدو تيك 21"، شرح تولوش أنّ "الأساس المنطقي للألعاب وألعاب الفيديو تحديداً، استخدام أشكال تعليمية متطورة في تلقين مهمات معقدة يحتاج اللاعبون إلى إتقانها، وبينها مثلاً قيادة طائرة، وقيادة جيش وإدارة حضارات". وأشار إلى أنّ "الألعاب تتيح نوعاً من طرق التدريس المبنية على التعليقات الشخصية، مع دمج الإبداع الفردي. وباعتبار أن إحدى نقاط القوة الرئيسة في علم أصول التدريس تتمثل في التركيز على المشاركة، يجب أن تحافظ الألعاب على تفاعل اللاعبين في أثناء التعلم والتقدم. وهذه طريقة بيداغوجية يعرفها الكثير من الأجيال الشابة، واعتادوها".
وأكد أنّ "التعلم القائم على الألعاب يتمتع بجاذبية عالمية، حتى بين الطلاب الأكبر سناً الذين توقعت أن يواجهوا صعوبة أكبر في تقبل الفكرة، لكنهم تأقلموا مع النهج بمجرد فهمهم أسباب تطبيقه". وأوضح أنّ "طلاباً كُثراً في القانون أحبوا سهولة الوصول إلى الفصل الذي أعدّ بطريقة اللعبة وتقديم الحوافز، فهم يحبون الآليات الأساسية للبرنامج التي تساعد في إزالة الغموض عن العملية الأكاديمية، من خلال إظهار ما أطلبه بالضبط، وكيف يحتاجون إلى الأداء، حتى إنّ طالبات دخلن إلى البرنامج للتحقق من تقدمهن أكثر من الطلاب".