"الضرا".. عادة يحييها السودانيون في الإفطارات الجماعية برمضان
ياسر هارون
يُحافظ السودانيون على عادة اجتماعية توارثوها خلال شهر رمضان، يطلق عليها اسم "الضرا"، وهي الإفطار في الشوارع والساحات بدل المنازل ومقاسمة طعامهم مع العابرين، لما لهذه الخطوة من قيم اجتماعية تعزز التكافل والتآخي بين الأغنياء والفقراء.
وتعدّ "الضرا"، التي تعني باللهجة السودانية الحماية والسند، تجسيداً للتراحم والكرم داخل المجتمع السوداني، وفقاً للمواطن أحمد سليمان موسى، الذي أوضح لـ"العربي الجديد" أنّ هذه العادة قديمة ومتوارثة أباً عن جدّ، وتنتشر في كافة الولايات السودانية، بل وفي مجالس العمداء والمشايخ، وتعد أشبه بالمجلس الديواني. مشيراً إلى أنها موجودة طوال العام، لكنها تكتسي في شهر رمضان طابعاً خاصاً، لا سيما في العاصمة وأحيائها.
وتابع: "يكون للضرا طابع خاص، لا سيما في القرى والمنازل التي تقع على الطرق السفرية، إذ يسعى الأهالي إلى تقديم الإفطار لعابري السبيل ويتسابقون في إكرامهم".
من جانبه، يقول المواطن السوداني محمد إبراهيم إن الإفطار في الشوارع خلال شهر رمضان قيمة يجرى غرسها لدى الأطفال حتى يحافظوا على هذه العادة المتوارثة، وقبل الإفطار بساعات، يفضّل الصغار الخروج إلى الشوارع والمساهمة في المساعدة لتجهيز الفرش للإفطار في الخارج بدل البقاء في المنازل.
أما عبد الله إبراهيم فيقول، لـ"العربي الجديد"، إن السودانيين ينتظرون رمضان بشغف للخروج وتناول الإفطار مع الجيران والأصدقاء وعابري السبيل، ويقضون الأوقات مع بعضهم حتى صلاة التراويح، مؤكدا أن الإفطار الجماعي خلال الشهر الكريم من شأنه تقوية الترابط الأسري وتعزيز التكافل الاجتماعي.