أطلق السائق اليمني عبد الملك الصنعاني في العاصمة صنعاء مبادرة "باص السعادة"، لإيصال المعوزين والطلاب بشكل مجاني.
ويُحاكي الباص من الداخل المنزل الصنعاني التراثي، إذ يتضمن ديكورا يجسد الهوية اليمنية، في محاولة للاحتفاء بإرث وطن مزّقته الحرب.
ويُخصص عبد الملك مقاعد باصه الصغير لنقل من لا يملكون أجرة المواصلات بشكل مجاني، في محاولة منه للفت الانتباه إلى الهوية اليمنية وإحياء قيم الكرم.
يقول عبد الملك الصنعاني، لـ"العربي الجديد"، إن هدفه من هذه المبادرة "إسعاد الناس المنهكين من الحرب، وتشجيع الطلاب على مواصلة دراستهم، إلى جانب تجسيد لوحة جمالية للهوية اليمنية من خلال رمزية الباص، الذي زينه بوسائل زخرفة لافتة".
يتوفر "باص السعادة" على ديكور داخلي مصنوع من السجاد الصنعاني المنقوش، كما يضم أوراقا نقدية للعملة اليمنية القديمة والجديدة، ويوفر للرُكاب خدمة إنترنت "واي فاي" مجانية.
يوضح السائق أنه قلّد بهذا الديكور كل ما تحتويه الغرفة الصنعانية، وهي فكرة لافتة حظيت بإعجاب الناس في مدينة صنعاء، مؤكدا أنه يهدف إلى إشعار الرُكاب أنهم في منازلهم وليسوا في باص أجرة، إلى جانب سعيه لإحياء تراث الزخرفة الصنعاني في النفوس عبر هذه الالتفاتة البسيطة التي أطلق عليها "باص السعادة".
وقد اختار الصنعاني عبر هذه الحافلة توصيل الطلاب المعوزين، حرصا منه على التخفيف من معاناتهم ولفت النظر إليهم، آملا أن يقوم سائقو باصات الأجرة في المدينة بالاقتداء بمبادرته.
في السياق، يبدي المواطن سعيد الشرعبي إعجابه بالمبادرة، قائلا "إنها فكرة بسيطة ورائعة، وهي الأولى من نوعها"، مشيدا بإبداع وزخرفة الباص الداخلية التي تُحاكي ألوان التراث اليمني.
ويقو الشرعبي: "إنها فكرة تعيدك إلي زمن الأجداد، حيث العملة النقدية القديمة واللون الزخرفي التراثي الأخاذ"، ويتابع: "عندما ركبت هذا الباص لم أشعر أني في حافلة أجرة، بل وكأني في أحد منازل صنعاء القديمة".
وبحسب الشرعبي، فإن "المدهش في المبادرة أن هذا الشاب الخيّر الذي يحتاج إلى العمل لأجل إعالة أسرته؛ قرر نذر نفسه لتوصيل الناس مجاناً في مدينة صنعاء".
أما الطالب هشام محمد فيقول لـ"العربي الجديد": "لا يسعك سوى الانبهار أمام كل هذا الجمال الرمزي والشكلي لهذه المبادرة"، مؤكدا أن أحد أبرز ما أثار اهتمامه في الباص شبكة الإنترنت المجانية التي تتيح للراكب إنجاز بعض مهامه وهو في طريقه إلى العمل.
بدوره، يؤكد المواطن أمين خالد أن المبادرة تستحق كل التشجيع والاهتمام، معتبرا صاحبها "مثالا وقدوة حسنة لكل الشباب اليمني".