تواصل "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) نشاطها في تجنيد الأطفال بمناطق سيطرتها شمال شرقي سورية، عبر "الشبيبة الثورية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (بي ي دي)، الذي يعتبر أحد أهم الأذرع العسكرية لها، متجاهلة اتفاقية منع تجنيد الأطفال التي وقّعت عليها سابقاً.
وتعاني الأمهات في تلك المنطقة من مشقّة البحث عن فتياتهنّ، اللواتي جُنّدن قسراً، وهنّ في حكم المختطفات، ومنهن خولة درويش الصطوف، التي أوضحت لـ"العربي الجديد" أنّ ابنتها عهد عبد الغني، وهي من مواليد عام 2005، غادرت البيت، مطلع شهر أغسطس/آب، بعد خلاف بينها وبين شقيقها، أقدم فيه شقيقها على ضربها وتعنيفها. وبعد مغادرة عهد البيت، خرجت والدتها للبحث عنها من دون جدوى، لتعلم لاحقاً أنّ الفتاة جُندت في صفوف الشبيبة الثورية بمدينة القامشلي.
تؤكد الصطوف، أنها راجعت كافة مراكز "الشبيبة الثورية"، مطالبة بإعادة ابنتها، من دون أي فائدة. فكافة المراكز التي راجعتها السيدة لم تقدم أيّ جواب واضح بخصوص ابنتها.
مصدر خاص أكّد، لـ"العربي الجديد"، أنّ مراكز الشبيبة الثورية كانت مراكز غير معلنة، تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وجرى افتتاح مؤخراً مراكز علنية لها. فيوجد، في مدينة القامشلي، مركز على الحزام الغربي للمدينة، ومركز آخر في مدينة الشباب. واللافت هو انتشار هذه المراكز ومراكز المرأة الشابة الحرة في المحافظات التي لم تسمح سابقاً لفتياتها بالانضمام للسلك العسكري، مثل الرقة ودير الزور.
وعن تملّص "قسد" من الشبيبة الثورية، أوضح المصدر أنّ الاتفاقية الدولية وقّعت بين القوات والشبيبة الثورية، على اعتبار أنّ المنظمة ليست تابعة لها، وهي لا تتبناها علناً، وغير مرخصة لديها فعلياً ولكنها عملياً تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي، والحزب هو من بين القوى الكبرى في صفوف "قسد". و"قسد" ما تزال ملتزمة بالاتفاقية الدولية، على اعتبار أنّ المنظمة غير تابعة لها وتابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، ولها نشاطات أخرى غير النشاطات العسكرية.
ومن بين المجندين في صفوف الشبيبة الثورية، الطفل أحمد عبد الباقي الرمو، البالغ من العمر 16 عاماً، وهو من أبناء مدينة القامشلي، وكان قد اختُطف قبل أيام واقتيد إلى أحد معسكرات التجنيد التابعة لها. كما اختطفت الطفلة سيماف، ابنة الثلاثة عشر عاماً، من قبل الشبيبة الثورية (جوان شوركش)، لتقتاد أيضاً إلى التجنيد الإجباري.
إنّ القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية وقّعت عام 2019، على اتفاقية مع الأمم المتحدة لإنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن الثامنة عشرة في مناطق سيطرتها في سورية. وقالت الأمم المتحدة في بيان لها، إنّ الاتفاقية نصّت على إلزام "قسد" والفصائل التابعة لها بإنهاء ومنع تجنيد الأطفال واستخدامهم، وإحصاء المجنّدين منهم في صفوفها ذكوراً وإناثاً لفصلهم عنها. وأشار البيان إلى أنّ القائد العام لـ"قسد"، مظلوم عبدي، وقّع على الاتفاقية إلى جانب الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال، فرجينيا غامبا.