- يعاني سكان البلدة، بما فيهم النازحون، من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، خاصة في حالات الطوارئ، ويطالبون بتفعيل المركز لتخفيف العبء عنهم.
- تواجه منطقة شمال غربي سورية أزمة تمويل حادة للمراكز الصحية، مما يهدد بإغلاق 50% من المرافق الصحية بحلول ديسمبر المقبل، ويعرض حياة الملايين للخطر.
ناشد سكان بلدة تقاد، التابعة لمنطقة جبل سمعان، في منطقة دارة عزة، بريف حلب شمال سورية، المنظمات الإنسانية والطبية بإعادة تفعيل المركز الصحي الوحيد في البلدة الذي أوقف خدماته منذ حملة التصعيد الأخيرة للنظام السوري وروسيا على المنطقة نهاية عام 2019.
ويعتبر المركز الصحي في البلدة الوحيد الذي يخدم الأهالي والعائلات النازحة فيها، في حين يقطع أهالي البلدة حالياً مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مركز صحي في مدينة الأتارب بريف حلب.
قال عبد القادر حمود، رئيس المكتب الخدماتي في البلدة، لـ"العربي الجديد": "تقع بلدة تقاد غربي حلب في منطقة جبل سمعان وتسكنها 1350 عائلة بين نازحة ومقيمة، وتضم مركزاً صحياً غير مفعّل منذ الحملة الأخيرة للنظام على المنطقة عام 2019. ورغم المناشدات الكثيرة والمتكررة التي أطلقها السكان للمنظمات الإنسانية ومديرية الصحة لم يلتفت أحد لهذا المركز الذي يضم بناءً جاهزاً وأجهزة وأسرَّة وصيدلية، لذا نرجو من الجهات المعنية تفعيل المركز لخدمة أكثر من 7500 شخص".
ويتحدث أسامة الحموي، من النازحين المقيمين في البلدة، لـ"العربي الجديد"، عن معاناته مثل غيره من السكان من أزمة في قطع المسافة للوصول إلى مدينة الأتارب، قائلا إن "هذا أمر صعب عليّ، خاصة إذا كان المريض أحد أطفالي الثلاثة الصغار. تستحق البلدة تفعيل المركز الصحي الذي يخفف عبئاً كبيراً عنا. وحالياً في حال ارتفعت درجة حرارة طفل أو أصيب بألم في البطن نجبر على قطع مسافة طويلة للوصول إلى المستشفى. أنا أقطع هذه المسافة على الدراجة النارية، سواء في الصيف تحت الشمس الحارقة أو في الشتاء تحت المطر. نناشد تفعيل المركز الصحي بخدمات إسعافية على الأقل".
وتابع: "بلدة تقاد قريبة من خطوط التماس مع قوات النظام، وكل من يسكن فيها غير قادر على التوجه إلى مكان آخر، وقطع مسافات طويلة أمر صعب على الجميع، خاصة أن المستشفى في الأتارب يبعد عن البلدة نحو 10 كيلومترات. نتطلع إلى أن يعمل المركز الصحي في البلدة كي يخفف عنا".
وتشهد منطقة شمال غربي سورية، منذ بداية العام الحالي، أزمة غير مسبوقة في تمويل المراكز الصحية والمستشفيات، فمنذ نهاية إبريل/ نيسان الماضي توقفت 77 منشأة صحية عن العمل، من بينها 17 مستشفى متخصص في أمراض النساء والأطفال. وباتت 112 منشأة صحية في إدلب، بين مركز رعاية أولية ومركز تخصصي ومستشفى، مهددة بوقف خدماتها نتيجة عدم توفر الدعم. وهذه المنشآت تخدم نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم من سكان المخيمات النازحين والمهجرين قسراً، ومن بينهم 130 ألف امرأة ستفقد خدمات الصحة الإنجابية.
وقال مدير صحة إدلب الدكتور زهير قراط لـ"العربي الجديد": "في حال عدم إيجاد حلول، ستتوقف معظم المنشآت الصحية عن العمل، ما يهدد حياة الكثير من المرضى، ويُفضي إلى انتشار الأمراض والأوبئة".
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 50% من جميع المرافق الصحية العاملة في منطقة شمال غربي سورية ستتوقف عن العمل كلياً أو جزئياً بحلول ديسمبر/ كانون الأول المقبل بسبب نقص التمويل.