يعدد موقع "مينز هيلث" بعض الفوائد المثبتة والمحبوبة لحمية البحر الأبيض المتوسط، وبينها أنها أفضل نظام غذائي لصحة القلب، وركيزة تقليل خطر الإصابة بسكتة دماغية، ووسيلة فعّالة لخفض ضغط الدم. وما يجب فعله للحصول على هذه القيم الغذائية هو تناول مأكولات تنقل أسلوب العيش على سواحل دول البحر المتوسط، من أسماك طازجة وأنواع خضر وكثير من زيت الزيتون، وربما نبيذ جيد.
لكن بالنسبة إلى متخصصين في التغذية وأشخاص يتواجدون في أنحاء العالم ويمنون النفس في جني الفوائد الصحية من أصناف حمية البحر المتوسط، تتمثل المشكلة الأساسية في أنهم لا يعلمون بالتركيبات وطرق التحضير والنكهات والتوابل التي تستخدم في إعداد أصناف هذه البلدان، ما يجعلها حصرية جداً بالنسبة إليهم.
وباعتبار أن السياحة الأجنبية إلى دول البحر المتوسط تشمل خصوصاً اليونان وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا، يبقى الانفتاح العالمي على ميزات الحمية الخاصة بباقي دول المنطقة محدوداً، وتحديداً تلك الموجودة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
تقول اختصاصية التغذية الأميركية، مايا فيلر: "يشمل النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط 22 بلداً، ويتميز بخصائص فريدة من أعشاب وأطعمة تتضمن الكثير من التوابل، وأيضاً خيارات واسعة من الحلويات. أما أساليب الطهي فتركز على الخضر والفواكه والفاصوليا والعدس والحبوب الكاملة والمأكولات البحرية أكثر من اللحوم والدواجن. والمكونات الطازجة عالية الجودة، وتقنيات التحضير البسيطة تجعل النكهات غير عادية".
وتلفت ميرف دوران، صاحبة شركة "أولياميا أوليف أويل" التركية، إلى أن "دول الشرق الأوسط تملك أيضاً عدداً كبيراً من المشروبات ذات النكهات المختلفة والفوائد الصحية الفريدة. ففي إيطاليا وإسبانيا هناك قهوة الإسبريسو، وفي تونس الشاي بالنعناع".
وفي معايير النظام الغذائي للأميركيين لا خطأ في تناول الأطعمة النموذجية لحمية البحر المتوسط، لكنهم يحتاجون إلى اكتشاف نكهات وتوليفات هذه الحمية، وتذوقها ربما عبر تناول الخضر محمصة، في حين أنهم أقل اعتياداً على الصلصات والشوربات والأطباق التي تحتوي على خضر، لذا يروج البعض لفكرة أن التعلق بحمية البحر الأبيض يتطلب حب الطبخ، ويدعون الناس إلى امتلاك كتاب لوصفات خاصة ببلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وانتقاء مطاعم من مختلف الثقافات لتذوق التوابل والنكهات. ويقترحون مثلاً أطباقاً تتضمن الباذنجان والحمص المغمسّين بزيت الزيتون.