أسر فلسطينية في تونس أمام اختبار الموسم الدراسي

20 سبتمبر 2024
أسرة النحال الفلسطينية قبل مغادرة غزة، ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحديات الحصول على الشهادات المدرسية:** الأسر الفلسطينية في تونس تواجه صعوبات في الحصول على الشهادات المدرسية من غزة، مما يهدد بإهدار عام دراسي لأبنائهم.
- **جهود الإجلاء والتأقلم:** الهلال الأحمر التونسي أجلَى عائلة النحال من غزة، وتم تأمين شهادات أبنائها لتسجيلهم في المدارس والجامعات التونسية.
- **جهود السفارة والتحديات المستقبلية:** السفارة الفلسطينية تعمل على تأمين شهادات الترسيم، والاندماج الدراسي والمجتمعي للأسر الفلسطينية يعد من أهم الملفات.

وجدت أسر فلسطينية في تونس صعوبات في الحصول على الشهادات المدرسية الرسمية من غزة، بهدف تسجيل أبنائها في الجامعات والمدارس وتأمين التحاقهم بالعام الدراسي الجديد. أسرة ريم النحال الفلسطينية اضطرت إلى الانتظار أشهراً من أجل تأمين الشهادات المدرسية بالتعاون مع سفارة فلسطين في تونس، بهدف التحاق أبنائها بجامعات ومدارس تونس بعدما أجبرتهم ظروف الحرب في غزة على القدوم إلى تونس ضمن رحلات الإجلاء.

وأجلى الهلال الأحمر التونسي عائلة النحال التي تتكون من 7 أفراد، وهم الأم وستة أبناء من غزة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، واستقروا في مرحلة أولى في مركز إيواء قبل أن يحصلوا على سكن مستقل بضاحية العوينة بالعاصمة تونس.

تقول ريم حامد النحال في حديث لـ"العربي الجديد"، إنها حصلت بتاريخ 12 سبتمبر/ أيلول الجاري على نسخ رسمية من شهادات ترسيم أبنائها في الجامعات والمعاهد الفلسطينية، إذ تعد وثائق ضرورية للتسجيل في المؤسسات التعليمية في تونس. وتضيف: "كنت في سباق مع الزمن من أجل تأمين هذه الوثائق وكانت مهمة شاقة رغم كل المجهودات التي بدلت من سفارة فلسطين". وتؤكد ريم أن أبناءها الستة في مراحل مختلفة من الدراسة، من بينهم اثنان في المرحلة الجامعية واثنان في المرحلة الثانوية وآخرون في المرحلة الابتدائية، وكانوا يواجهون جميعا خطر إهدار عام دراسي جديد بسبب صعوبة التسجيل في مؤسسات تعليمية تونسية في غياب وثائق رسمية من وزارة التعليم الفلسطينية تثبت مستواهم التعليمي.

وتشير المتحدثة إلى أن نسخ الوثائق التي وصلتها ستمكنها من تسجيل اثنين من أبنائها في الكليات التونسية، أحدهما في اختصاص الهندسة والثاني في مجال إدارة الأعمال، بينما سيلتحق اثنان آخران بالمدرسة الثانوية الليبية، وذلك ضمانا لتقارب المناهج الدراسية مع المناهج الفلسطينية واعتماد الإنكليزية لغة تدريس ثانية. أما عن ابنيها الآخرين، فتوضح أنه سيجري تسجيلهما في مدرسة ابتدائية تونسية حكومية، إذ سيبدآن مشوارهما الدراسي في تونس، متوقعة أن يتأقلما بسرعة مع وضعهما الجديد، نظرا لصغر سنهما وقدرتهما على اكتساب المعارف التعليمية في وقت وجيز.

وتفيد الأم الفلسطينية، بأن ابنها محمد الذي يدرس في اختصاص إدارة الأعمال بجامعة القدس المفتوحة تمكن من العودة إلى الجامعة عن طريق الدراسة عن بعد، غير أنه لا يمانع في التسجيل في إحدى الكليات التونسية إذا كان ذلك ممكناً. وتضيف ريم النحال: "كنت أحمل همّ دراسة أبنائي قبل الحصول على الوثائق وينفرج الوضع مبدئيا، في انتظار اندماجهم في محيطهم الجديد، رغم ما أبدوه من قدرة على التأقلم في المجتمع التونسي"، وفق قولها.

ومنذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أجلت السلطات التونسية العديد من الأسر المقيمة في القطاع، ونقلت أكثر من 130 جريحاً على دفعتين لتلقي العلاج في مستشفيات البلاد.

يقول رئيس جمعية الصداقة التونسية الفلسطينية، وليد نحّال لـ"العربي الجديد": إن الاندماج الدراسي لأبناء الأسر التي جرى إجلاؤها من غزة من بين أهم الملفات التي تشتغل عليها السلطات التونسية والفلسطينية، مشيرا إلى أن " إشكاليات الحصول على الوثائق اللازمة في طريقها إلى الحل". ويؤكد نحّال أن "الشهادات المدرسية للطلاب وثائق أساسية لضمان قبولهم في المؤسسات التعليمية التونسية"، لافتا إلى أن "ظروف الحرب في غزة جعلت مهمة الحصول عليها أمرا صعبا للغاية بعدما طاول الدمار أغلب المنشآت التربوية".

ومع ذلك، يشير المتحدث إلى أن "السفارة الفلسطينية في تونس قامت بمجهودات كبيرة بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية في رام الله لتأمين نسخ أوّلية من شهادات الترسيم للطلاب في انتظار الحصول على النسخ الأصلية".

وتصنّف الجالية التونسية باعتبارها الثالثة من بين الأكثر عدداً في غزة بعد الجاليتين المصرية والأردنية، وتضم أكثر من 340 فرداً. ويوضح نحّال أن "الأشخاص الذين عادوا من غزة يستعدون للاندماج مجدداً في المجتمع عبر استكمال الدراسة، أو دخول سوق العمل بعد تجاوز صدمة الحرب التي أجبرتهم على ترك كل ما يملكونه، وتفاصيل وذكريات حياتهم في القطاع، معتبراً أن "عوامل عدة قد تسهّل الاندماج المجتمعي لأفراد العائلات التونسية العائدة من غزة، بينها مستواهم التعليمي الجيد، وحصول غالبيتهم على شهادات جامعية، ويمثل الاندماج المجتمعي للعائلات التونسية العائدة من غزة أحد أبرز أهداف عمل المنظمات الأهلية بالتعاون مع الهلال الأحمر التونسي، وهي تهتم بالدرجة الأولى بتسهيل حصول العائلات العائدة على سكن مستقل تمهيداً لخروج أفرادها إلى سوق العمل وعودة الطلاب إلى المدارس أو الجامعات.

المساهمون