تُقاتل الضابطة في الشرطة الأفغانية نجيبه دلاوري في الصفوف الأمامية ضد حركة "طالبان" في مديرية قوشتبه في ولاية جوزجان شمال أفغانستان. تؤمن أنّ الدفاع عن أراضي البلاد لا يجب أن يفرّق بين الرجال والنساء، وعلى الجميع تلبية الدعوة إلى القتال وحمل السلاح. ودلاوري، بالإضافة إلى كثيرات أخريات في الإقليم، حملن السلاح للقتال ضد طالبان.
تقول دلاوري، التي تشغل منصب مسؤولة الشرطة في إحدى نواحي مدينة شبرغان، عاصمة جوزجان: "وقفت في خط النار الأول ضد طالبان في مديرية قوشتبه لأثبت أن الرجال ليسوا وحدهم من يدافعون عن الوطن وسيادة الدولة، بل النساء أيضاً يقاتلن ويدافعن عن الوطن"، مشيرة إلى أنها ذهبت إلى مناطق مختلفة للقتال ضد طالبان، وهي مستعدة للذهاب إلى أبعد نقطة في الولاية من أجل الدفاع عن أرض الوطن.
وتدعو دلاوري جميع المواطنين، وتحديداً النساء، للوقوف إلى جانب القوات المسلحة التي تدافع عن سيادة الوطن وأمنه واستقراره. وتقول للقوت المسلحة: "لستم وحدكم. جميع الشعب يدعمكم ونساء أفغانستان مستعدات للخروج معكم إلى جبهات القتال".
في هذا الإطار، يقول الناطق بإسم أمن ولاية جوزجان مسعود نديم، لـ "العربي الجديد"، إن "مشاركة الضابطة دلاوري في الخطوط الأمامية للقتال فيه رمزية كبيرة، ويشجع عناصر الأمن على الوقوف في وجه طالبان بكل حزم، ويثبت أن الشعب الأفغاني بنسائه ورجاله يقف خلف القوات المسلحة".
وحملت عشرات النساء السلاح في ولاية جوزجان للقتال ضد طالبان إلى جانب القوات المسلحة. وفي 23 يونيو/ حزيران الماضي، تجمعت نساء في شبرغان لمطالبة طالبان بوقف حمام الدم في البلاد، مؤكدات أنه في حال عدم الاستجابة، فإن النساء والرجال في أفغانستان يقفون معهاً في وجه هذه الحركة.
وتقول رئيسة إدارة شؤون النساء مسلمة عطائي، في كلمة لها أمام النساء، إن هذا الجمع من النساء ينوب عن نساء أفغانستان كافة، هن اللواتي تضررن من جراء الحرب وويلاتها، علماً أن الوضع في أفغانستان عموماً وفي الشمال خصوصاً متأزم جداً. وتشير إلى أهمية حمل النساء السلاح لما له من تأثير إيجابي على نفسية قوات الأمن، لناحية الشعور بالدعم الشعبي. وتشير إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحمل فيها النساء السلاح، بل كن قد حملن السلاح في أوقات سابقة من أجل الدفاع عن الأراضي الأفغانية.
في هذا السياق، تقول منيرة (45 عاماً)، وهي من سكان مدينة شبرغان، والتي تحمل السلاح: "لا نريد الحرب. لكن إذا أرغمنا على ذلك، فسنذهب إلى جبهات القتال للدفاع عن أراضينا وسيادة الدولة"، مطالبة "حركة طالبان بالاستفادة من الفرصة السانحة للحوار مع الحكومة الأفغانية لحلحلة الأزمة". وترى أنّ "تجمّع النساء وذهابهن إلى جبهات القتال فيه إشارة إلى أن الشعب الأفغاني بأطيافه المختلفة لا يريد استمرار الحرب، بل وقف حمام الدم في أسرع فرصة"، مطالبة الحكومة وطالبان بوقف الحرب واللجوء إلى حوار بناء.
ومن بين القياديات البارزات في إقليم بغلان (شمال البلاد) خلال السنوات الماضية القائدة كفتار، والتي تركت القتال بعدما تعرضت لهجمات متتالية من قبل طالبان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي نتيجة انشقاق عدد كبير من مسلحيها والتحقوا بطالبان فتركت القتال. في المقابل، أشارت طالبان إلى أن القائدة كفتار التي قاتلت إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان في صفوف الجمعية الإسلامية انشقت عن الحكومة واستسلمت أمامها (طالبان).
من جهة أخرى، وبموازة حمل عدد من النساء السلاح، نظمت العشرات مسيرة في مدينة جلال أباد مركز إقليم ننجرهار الشرقي الأسبوع الماضي، لمطالبة حركة طالبان بوقف إطلاق النار والمصالحة مع الحكومة، فضلاً عن إعلان دعمهن للقوات المسلحة. وتقول الناشطة الأفغانية مقدسه سالارزاي، إن هدف المسيرة دعم القوات المسلحة ومطالبة طالبان بوقف إطلاق النار، مؤكدة أن القوات المسلحة الأفغانية تدافع عن سيادة الدولة وأمنها واستقرارها، وواجب على الجميع الوقوف إلى جانبها ولو بالكلمة، كما تفعل النساء.
من جهتها، تتحدّث الناشطة ثناء نوري عن الضحايا المدنيين، داعية أطراف الحرب الأفغانية إلى تجنّب الإضرار بعامة المواطنين، واستهداف المناطق السكنية لأن الناس تدفع ثمناً باهظاً للحرب الدائرة في البلاد.