استمع إلى الملخص
- أعلن تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن آلية جديدة لتوزيع اللقاحات بشكل منصف، مع توزيع 900 ألف جرعة كدفعة أولى من ستة ملايين جرعة متوقعة بحلول نهاية 2024.
- يُعَدّ جدري "إم بوكس" مرضاً معدياً ينتقل من الحيوانات إلى الإنسان، مع تسجيل أزمة جديدة في أغسطس 2024، وتغطية الفحوص الحالية 40% إلى 50% من الحالات المشتبه بها.
تلقّى أكثر من خمسين ألف شخص لقاحات مضادة لجدري "إم بوكس" في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، بحسب ما أفادت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة. من جهتها، كانت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي قد حذّرت، أمس الخميس، من أنّ جدري "إم بوكس" ما زال خارج السيطرة، ودعت إلى التعبئة من أجل تفادي "جائحة أخطر" من جائحة كورونا.
وكانت حملة التطعيم ضدّ جدري "إم بوكس" قد أُطلقت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تُعَدّ بؤرة للوباء، في أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، علماً أنّ الوفيات بهذا النوع من الجدري الذي كان يُعرَف باسم "جدري القرود" سُجّلت بمعظمها في هذه البلاد.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف، أنّ "أكثر من خمسين ألف شخص تلقّوا حتى الآن اللقاح المضاد لجدري إم بوكس في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، بفضل هبات من الولايات المتحدة الأميركية والمفوضية الأوروبية".
وأعلن غيبريسوس عن "آلية" استحدثتها وكالته التابعة للأمم المتحدة مع شركائها "من أجل الحصول على اللقاحات المضادة لجدري إم بوكس، وتوزيعها، وتسهيل الوصول المنصف والسريع إليها".
وأوضح المسؤول الأممي أنّه تقرّر في هذا السياق توزيع نحو 900 ألف جرعة من لقاح جدري "إم بوكس" على تسع دول في الوقت الراهن، وقد أُبلغت الدول المعنية اليوم. أضاف غيبريسوس أنّ هذه "الدفعة الأولى من نحو ستة ملايين جرعة من لقاحات يُفترَض توفّرها بحلول نهاية عام 2024" من خلال هذه الآلية. وشكر كلاً من كندا، والولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي و12 من دوله الأعضاء، بالإضافة إلى تحالف "غافي" للقاحات.
اللقاح مجرّد عنصر في مكافحة جدري "إم بوكس"
وفي حين لفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أنّ "اللقاح ليس سوى عنصر" في مكافحة جدري "إم بوكس"، أوضح أنّه "على الرغم من ارتفاع نسب الكشف عن الإصابات بصورة كبيرة هذا العام، فإنّ الفحوص لا تغطّي إلا 40% إلى 50% من الحالات المشتبه في إصابتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية".
تجدر الإشارة إلى أنّه للمرّة الثانية خلال عامَين، سُجّلت أزمة جديدة خاصة بتفشّي جدري "إم بوكس"، وأُعلنت في السياق حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً في 14 أغسطس/ آب 2024. أمّا حالة الطوارئ الأولى، فقد أُعلنت في يوليو/ تموز من عام 2022، عندما كان يُعرَف باسم "جدري القرود". لكنّ منظمة الصحة العالمية عمدت إلى استبدال الاسم في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه ليصير جدري "إم بوكس"، قبل أن ترفع حالة الطوارئ المرتبطة به في مايو/ أيار من عام 2023.
ويُعَدّ جدري "إم بوكس" مرضاً معدياً يسبّبه فيروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق حيوانات مصابة، لا سيّما القوارض، ومن الممكن أن ينتقل كذلك من إنسان إلى آخر من خلال اتصال جسدي وثيق. يُذكر أنّه في الحالات المسجّلة في الموجة السابقة (2022-2023) بمعظمها، كان المرضى من الذكور مثليّي الجنس ومن فئة الشباب نسبياً ويعيشون بصورة رئيسية في المدن، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية. كذلك فإنّ جدري "إم بوكس" الذي اكتُشف لدى البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية يُعَدّ أقلّ خطورة وعدوى من الجدري الذي أُعلن اجتثاثه في عام 1980.
(فرانس برس، العربي الجديد)