طالب أهالي الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي ضد اعتقالهم الإداري، اليوم الأربعاء، المستوى السياسي الفلسطيني بالتدخل في قضيتهم في ظل تردي أوضاعهم الصحية.
جاءت تلك المطالبات خلال مؤتمر صحافي نظّمته عائلات الأسرى المضربين على ميدان المنارة وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وتزامن المؤتمر الصحافي للأهالي مع وقفة نظمتها مؤسسات الأسرى والفصائل الفلسطينية إسناداً للأسرى المضربين ضد الاعتقال الإداري وكذلك أسرى حركة الجهاد الإسلامي المضربين ضد إجراءات إدارة سجون الاحتلال القمعية.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد": "إن الأسرى الإداريين في حالة خطر شديد، إلى درجة إمكانية وفاة مباشرة لأحدهم، وفقاً لوثائق ومستندات صادرة عن المستشفيات الإسرائيلية ومحكمة الاحتلال العليا".
وحول أسرى حركة الجهاد الإسلامي، قال فارس: "إنهم في يومهم الثامن من الإضراب"، مؤكداً أن هناك مفاوضات حثيثة تجرى منذ أمس، ومستمرة حتى الآن، قد تقود إلى نتيجة إيجابية يعلق بموجبها الإضراب عن الطعام؛ أو تفشل وتؤدي إلى انضمام أعداد جديدة من الأسرى من كافة الفصائل إلى الإضراب وبدء مائة أسير إضراباً مفتوحاً عن الماء.
وفي كلمة له خلال المؤتمر، قال فارس: "إن المفاوضات على مدار الساعة تجرى مع كافة الفصائل في السجن عبر لجنة الطوارئ الوطنية التي تشكلت من أجل التوصل لصيغة تمكن من إنهاء الإضراب الجماعي"، مشيراً إلى أن المفاوضات اليوم مصيرية وأن فشلها يعني ضرورة الاستنفار الوطني الفلسطيني.
وخلال المؤتمر الصحافي، قال خالد الفسفوس شقيق الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 98 يوماً ضد اعتقاله الإداري؛ "إن شقيقي يقبع حالياً في مستشفى برزلاي الإسرائيلي، وفقد أكثر من نصف وزنه خلال الإضراب، حيث كان شاباً رياضياً، ويبلغ 95 كيلوغراماً، لكنه اليوم يعاني من آلام حادة بكافة أنحاء جسده الهزيل".
وأكد الفسوس أن آخر تقرير طبي صدر عن المستشفى أوضح أن شقيقه كايد معرض لخطر الموت الحقيقي في أي لحظة، وأن الأطباء لن يستطيعوا السيطرة على وضعه الصحي، في حال تدهوره، بسبب رفضه تناول المدعمات والفيتامينات.
وقال الفسفوس: "إن هناك تخوفاً حقيقياً على حياة شقيقي، ليس فقط بسبب وضعه الصحي، بل أيضاً، بسبب اعتداءات المستوطنين والتحريض المتواصل بشكل يومي تجاه المضربين، خصوصاً بعد محاولة اقتحام عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن جفير غرفة الأسير مقداد القواسمي برفقة متطرفين آخرين".
ووجه خالد الفسفوس رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً: "إن الأسرى المضربين أمانة في عنقه"، مطالباً الجميع بالارتقاء بالمسؤولية تجاه تضحيات الأسرى.
أما شفيق القواسمة عم الأسير المضرب مقداد القواسمي (نقل أمس إلى العناية المكثفة)، فعبّر عن سخطه من المسؤولين في فلسطين وخارجها، قائلاً: "إن الأسرى المضربين عن الطعام هم عنوان الحرية"، مطالباً كل مسؤول بتقديم ما يستطيع، ومعتبراً أن كل من يتخلى عن المضربين شريك مع الاحتلال في الجريمة ضدهم، وقال: "المحتل يدوس على كرامة السلطة الفلسطينية قبل كرامة الأسرى، فيجب على المسؤولين في هذا البلد تحمل مسؤولياتهم".
والدة الأسير علاء الأعرج أكدت أن ما وصلها من معلومات أمس، يؤكد أن ابنها لا يستطيع النوم ولا الكلام، ويعاني من مشاكل في الرؤية وتأثر جهازه العصبي نتيجة للإضراب، وعبرت عن تخوفها عليه.
وأضافت: "أرى أن ابني على حافة الموت إن لم يسارع الجميع للوقوف إلى جانبه والأسرى المضربين. أناشد رئيس الدولة ورئيس الوزراء وكل المؤسسات الرسمية والحقوقية بالتحرك".
عماد شقيق الأسير هشام أبو هواش قال في كلمة له: "إنه لم يترك باباً إلا وطرقه"، مشيراً إلى أنه وجّه عشرات المذكرات إلى القنصليات في الأراضي الفلسطينية، وأخرى ناشد فيها المنظمات الإنسانية والحقوقية، وحتى وزير الصحة الإسرائيلي الذي استقبله مؤخراً عباس ممثلاً عن قوى إسرائيلية يسارية، لكن ذلك الوزير رفض استقبال المذكرة بدعوة أن لا علاقة له بما يجري في مصلحة سجون الاحتلال، بحسب أبو هواش.
وأضاف أبو هواش أن شقيقه المضرب منذ 65 يوماً ورفاقه المضربين يواجهون قراراً بالإعدام، وأن العائلة تلقت أمس خبراً يفيد برفض نقل شقيقه هشام أو نقل أي من المضربين في عيادة سجن الرملة إلى مستشفى مدني إلا بعد صدور تقرير طبي يفيد بأن قلب الأسير قد يتوقف عن النبض، وأشار إلى أن شقيقه نقل أمس مع الأسير الأعرج إلى مستشفى مدني ولا تعلم العائلة حتى اللحظة وضعه الصحي.
ووجه أبو هواش رسالة إلى الرئيس الفلسطيني قائلاً: "جئنا إلى رام الله لنوصل رسالة إليك بأن شقيقي ورفاقه يواجهون قراراً بالإعدام"، وأضاف: "أقول للمستوى السياسي إن لم تنقذوا الأسرى المضربين من الموت المحقق فلا تتدخلوا بإعادتهم في التوابيت".
وأشار أبو هواش إلى وجود خطة لدى اليمين الإسرائيلي للضغط على المضربين، كما حصل من محاولة اقتحام غرفة الأسير القواسمة، في المستشفى.
وقال أبو هواش: "إن مخابرات الاحتلال باتت ترفض تحويل المضربين إلى مشافٍ مدنية لأن ذلك يعني وصول الصحافة ونقل معاناتهم إلى العالم"، وانتقد أبو هواش ازدواجية المعايير الدولية، خصوصاً أنه راسل كل الجهات الدولية الرسمية والحقوقية، وقال: "رأينا عندما اختطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط كيف تحرك العالم على رجل واحدة، شاليط ليس بأفضل من شقيقي".
أما والدة الأسير شادي أبو عكر، فقالت: "إنها لا تريد المناشدة أو المطالبة من أحد أي شيء يتعلق بابنها المضرب منذ 58 يوماً"، لكنها أضافت: "لو كان أحد المسؤولين لتحرك الجميع، ولكن أبناءنا لا يهتم بهم أحد، فهم يناضلون من أجل القضية".
ويواصل ستة أسرى فلسطينيين إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداريّ، وهم: كايد الفسفوس، ومقداد القواسمة، وعلاء الأعرج، وهشام أبو هواش، وشادي أبو عكر، وعياد الهريمي، إضافة إلى الأسير خليل أبو عرام الذي يواصل إضرابه إسناداً لأولئك الأسرى الستة ولأسرى حركة الجهاد الإسلامي.