تواصل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تضامنها مع أهل قطاع غزة منذ أن بدأ العدو الصهيوني حربه على القطاع، ويظهر الدعم أيضاً في مدينة صيدا التي لطالما دعمت القضية الفلسطينية منذ نكبة 1948، والتي تتكرر فيها التظاهرات وغيرها من الفعاليات الداعمة.
يمكن لأي زائر إلى صيدا مشاهدة صور الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، عند كل تقاطع، وينتشر العلم الفلسطيني في الشوارع الرئيسية والفرعية. يضع سكان صيدا أعلام فلسطين في كل مكان، وتشهد المحال والمكتبات إقبالا واسعاً على شرائه، كما أن غالبية السكان يلتزمون بمقاطعة منتجات ومتاجر كل من يدعم العدو الإسرائيلي، والمطاعم والمقاهي الأميركية الشهيرة كمثال خالية تماماً من الزبائن.
تقول خديجة مياسي، من سكان منطقة سيروب شرقي مدينة صيدا: "ما يحصل في غزة هو حرقة قلب ووجع كبير، ومن الطبيعي أن نتفاعل مع أهل غزة، وأهم ما يقوم به سكان المدينة هو مقاطعة البضائع التي تدعم العدو الصهيوني، وصار أصحاب المحال يبيعون المنتجات الوطنية بدلاً من منتجات داعمي العدو، والناس قاطعوا ماكدونالدز، وما عاد أحد يشتري بيبسي، واستبدلوا قهوة ستاربكس بالقهوة المحلية".
وتشهد شوارع مدينة صيدا تظاهرات ومسيرات شبه يومية داعمة لغزة، وارتفع الحس الوطني بين السكان بشكل ملحوظ بعد مشاهدة المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأهالي الآمنين.
يقول أبو خليل، وهو صاحب دكانة في "صيدا البلد": "غالبية أهالي المدينة يرفضون شراء البضائع الداعمة للعدو الصهيوني، وأهمها البيبسي الذي كان يشهد رواجاً كبيراً، وقد توقفت عن جلبها إلى محلي، كما أن هناك بضائع كثيرة لم يعد يشتريها الزبائن بسبب دعمها للعدو، ومنها أدوات التنظيف ومساحيق الغسيل، وأمام عدم طلبها من الزبائن لم أعد أجلبها".
ويضيف: "مدينة صيدا احتضنت الشعب الفلسطيني منذ النكبة، وستبقى داعمة لقضيته حتى تحرير الأرض وعودة الفلسطينيين إليها، ونطالب المجتمع الدولي وكل أحرار العالم بالضغط على أميركا لوقف دعمها لإسرائيل، ووقف حرب الإبادة التي يقوم بها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني".
وقال يوسف جلال عامر، من حي البراد: "ما يحصل في غزة فظيع، والمشاهد التي تصل من غزة عبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي مؤلمة، والمجازر التي يقوم بها العدو الصهيوني تدمي القلب، ونحن في صيدا نشارك منذ بداية العدوان في المسيرات الداعمة لغزة وأهلها، والمطالبة بوقف العدوان، كما يقاطع غالبية السكان البضائع الداعمة للعدو الصهيوني، وعدد من المحال توقفت عن بيعها كليا، واستبدلتها ببضائع بديلة، وكشباب نقوم بدعم المقاطعة".
وتقول الإعلامية لينا المياسي: "أهالي مدينة صيدا لم يتوانوا يوماً عن دعم القضية الفلسطينية، وما يحصل في غزة من حرب إبادة يقوم بها العدو الصهيوني يجعلنا ملزمين جميعاً بالوقوف إلى جانبهم، والدعم الذي يقوم به أهالي المدينة متصاعد، ولن يمل الأهالي من دعم غزة، ويؤكد ذلك مشاركاتهم في الفعاليات، فكل أسبوع هناك مسيرات وفعاليات داعمة لأهالي غزة وللمقاومة الفلسطينية، وفي كل نشاط نرى أن أعداد المشاركين تتزايد، وهذا الأمر يؤكد حجم دعم أهل صيدا لصمود أهل غزة، كما أن المشاركة تظهر مدى تأثر أهل صيدا بالجرائم المرتكبة في غزة، فعلى سبيل المثال، في يوم استهداف المستشفى المعمداني، امتلأت ساحة الشهداء في المدينة بالناس لاستنكار الجريمة".
وتابعت المياسي: "ما يصيب أهل غزة يصيبنا أيضاً، والعدوان عليهم هو عدوان علينا، ولذا فإن أوجه الدعم عديدة، فكل مدارس المدينة تتفاعل مع المسيرات، ونعمل كصحافيين بشكل متواصل على متابعة كل الفعاليات التي تحصل في المدينة، كما أن العديد من أهالي المدينة يقاطعون كل من يدعم العدو الصهيوني، وهم ملتزمون بذلك، وقد استبدل أصحاب المحال البضائع الداعمة ببضائع محلية، وهذا نوع مهم من المشاركة في المقاومة، فإن كنا لا نستطيع أن نكون معهم، فإن أقل ما يمكن أن نقوم بالضغط من خلال التظاهرات والمقاطعة".
تضيف: "كل شخص يستطيع القتال من خلال موقعه، ونشارك من صيدا عبر تكثيف الفعاليات، فهذه التحركات تدعم أهل غزة معنوياً، كما أننا نحث الجيل الجديد على المشاركة في الفعاليات الداعمة لأهل غزة، لأن هذه الثورة يجب أن تنتقل من جيل إلى جيل".