أونروا: الاستجابة الإنسانية مستحيلة مع تقييد إسرائيل المساعدات إلى غزّة

01 يوليو 2024
من إنزال مساعدات شحيحة في خانيونس جنوبي قطاع غزة، 28 مايو 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تواجه تحديات كبيرة في تقديم المساعدات لغزة بسبب القيود الإسرائيلية.
- الأوضاع المعيشية في غزة مروعة، مع تحول المباني لأنقاض ونقص حاد في المياه النظيفة والإمدادات، مما يزيد الحاجة لمساعدات إنسانية مستمرة.
- تأكيدات من مسؤولي الأمم المتحدة وأطباء بريطانيين على سوء الأوضاع في غزة بسبب الحرب الإسرائيلية، مما يدعو لضرورة تدخل دولي لضمان وصول المساعدات.

أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنّ القيود المشدّدة التي تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات إلى غزّة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية "أمراً صعباً جداً إن لم يكن مستحيلاً". جاء ذلك في حديث أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مع مسؤولة الاتصالات في وكالة أونروا لويز ووتردج، تناول تقييد إدخال المساعدات إلى قطاع غزّة المحاصر والمستهدف بحرب مدمّرة، نشرت الوكالة فحواه على حسابها على موقع إكس اليوم الاثنين.

وشدّدت ووتردج: "نحن في حاجة إلى إمكانية وصول مستمرّ ومحدّد حتى نتمكّن من تقديم المساعدات المنقذة للحياة" إلى الفلسطينيين الذين يحتاجون إليها في قطاع غزّة، مع استمرار الحرب والنزوح. وخلال نقلها الصورةَ المتفاقمة في القطاع في ظلّ انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الهائلة، قالت ووتردج إنّ "الظروف مروّعة" في كلّ أنحاء القطاع، شارحةً أنّ المباني تحوّلت إلى أنقاض ولا مياه نظيفة تقريباً فيما الإمدادات ضئيلة.

مكافحة لإدخال المساعدات إلى غزّة

وفي معرض وصفها لمعاناة فرق الإغاثة في قطاع غزة المحاصر، قالت مسؤولة الاتصالات لدى وكالة أونروا: "نكافح من أجل الحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية لإدخال المساعدات إلى غزّة وتسليمها، بهدف ضمان سلامة فرقنا وسلامة المساعدات في آن واحد". وإذ أكّدت أنّ "لدينا أطباء وممرّضين يعملون في قطاع غزّة"، تساءلت "لكن ما فائدة وجودهم (في قطاع غزّة) في ظلّ عدم توفّر الأدوية (والمستلزمات الطبية) بسبب القيود الإسرائيلية المشدّدة".

وكانت ووتردج قد عادت إلى قطاع غزّة من خلال معبر كرم أبو سالم، يوم الخميس الماضي، علماً أنّها كانت قد خرجت منه قبل عملية اجتياح رفح في أوائل مايو/أيار الماضي. وأفادت في أوّل انطباعاتها، بعد عودتها، بأنّ "قطاع غزّة في الوقت الراهن هو، بحقّ، الجحيم على الأرض"، وقد بيّنت أنّ "في الإمكان سماع القصف من شمالي القطاع ووسطه وجنوبه"، مضيفةً أنّ "الطقس حار جداً (...) والقمامة تتراكم في كلّ مكان، والناس يعيشون تحت أغطية بلاستيكية مما يرتفع درجات الحرارة".

وبذلك أكدت ووتردج ما سبق أن قاله المفوّض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، في ديسمبر/كانون الأول 2023، إذ صرّح بأنّ سكان غزّة يعيشون في "جحيم على الأرض" مع استمرار الحرب. كذلك أكدت ما صرّح به وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ المنتهية ولايته، مارتن غريفيث، في يونيو/ حزيران المنصرم، بأنّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة المستمرّة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حوّلت القطاع المحاصر إلى "جحيم على الأرض".

يُذكر أنّ وصف قطاع غزّة بأنّه "جحيم على الأرض" تكرّر مرّات عدّة خلال الحرب الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين منذ نحو تسعة أشهر. وليس المسؤولون في الأمم المتحدة وحدهم من اعتمدوا هذا الوصف لنقل الوضع المأساوي في قطاع غزّة، فعلى سبيل المثال وثّق أطباء بريطانيون مشاهداتهم خلال مهمّة إنسانية نفّذوها في قطاع غزّة بداية العام الجاري، وقد شدّدوا على أنّ الوضع هناك "جحيم على الأرض".

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون