أعلن فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، الدعوة لمؤتمر دولي بداية العام المقبل، لطرح رؤية استراتيجية للمؤسسة الأممية بمشاركة المجتمع الدولي للاستمرار بتقديم الخدمات والخروج من الأزمة المالية.
وقال لازاريني، في مؤتمر صحافي عقد بمقر "أونروا" في مدينة غزة، إنّه لأول مرة في تاريخ المؤسسة الأممية لا يوجد لديها تمويل لتغطية مصاريفها حتى نهاية العام، مشدداً على أنّ الوضع على حافة الهاوية ويجب على المجتمع الدولي التحرك لتقديم الدعم من أجل تنجب السقوط.
وأشار المفوض العام لـ"أونروا" إلى أن حجم التمويل المالي هذا العام هو أقل بـ100 مليون دولار أميركي عن عام 2019، و200 مليون دولار أميركي عن عام 2018، مشدداً على ضرورة توفير الأموال للاستمرار في تقديم الخدمات.
وتعاني "أونروا"، التي تقدم خدماتها في مناطق عمليات خمس، هي الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، من أزمة غير مسبوقة أثرت على قدرتها على دفع رواتب موظفيها البالغ عددهم 28 ألف موظف وموظفة في مختلف القطاعات.
وحصلت المؤسسة الأممية، أخيراً، على قرض من الأمم المتحدة بقيمة 20 مليون دولار أميركي من أجل المساهمة في دفع رواتب الموظفين، حيث إنها تحتاج لمبلغ 30 مليون دولار من أجل دفع رواتب شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، و40 مليون دولار لدفع رواتب ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأكد لازاريني على حاجة اللاجئين الماسة للخدمات التي تقدمها المؤسسة الأممية أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً مع تفشي وباء كورونا بشكل أكثر داخل القطاع، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي.
وحذر المسؤول الأممي من خطورة الأوضاع الصحية في القطاع في ظل استمرار تفشي وباء كورونا داخل المجتمع، لافتاً إلى أن القطاع الصحي في غزة على وشك الانهيار في ظل ارتفاع عدد المصابين بالفيروس خلال الفترة الأخيرة.
وشدد لازاريني على أنه ليس من مصلحة أحد ألا يتم تقديم الخدمات والمساعدات للاجئين الفلسطينيين في الوقت الذي تزداد فيه معدلات الإحباط واليأس، مؤكداً على مواصلة العمل مع مختلف الجهات لتوفير الدعم المالي اللازم والاستمرار في تقديم دعمها لنصف مليون طالب وطالبة يدرسون في المدارس التابعة لـ"أونروا".
وارتفعت حدة الغضب في صفوف الموظفين العاملين في "أونروا"، البالغ عددهم 28 ألف موظف وموظفة، والذين يعمل 13 ألفاً منهم في غزة، حيث يشكلون 40% من إجمالي الموظفين، نظراً لعدم صرف رواتبهم في موعدها المقرر.
ويخشى اللاجئون من أن تتأثر الخدمات المقدمة لهم جراء استمرار الأزمة المالية الحالية والتي تتصاعد سنوياً، حيث ارتفعت وتيرتها في السنوات التي تلت رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، حيث أوقف كل الدعم المالي المخصص لـ"أونروا".
ويعول الفلسطينيون وإدارة "أونروا" على عودة الدعم المالي خلال فترة إدارة الرئيس الأميركي الفائز في الانتخابات جو بايدن، الذي أعلن سابقاً عن نيته إعادة الدعم المالي للمؤسسة الأممية بالإضافة للسلطة الفلسطينية.