إدارة سجون الاحتلال تماطل في تلبية طلب الأسرى أبو حميد زيارة شقيقهم ناصر

11 سبتمبر 2022
تواصل الفعاليات التضامنية مع الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد (العربي الجديد)
+ الخط -

تماطل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي في تلبية طلب أشقاء الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، والمتمثل في السماح لهم بزيارته في سجن "الرملة"، وهم أسرى في سجون الاحتلال.

وقال ناجي أبو حميد، شقيق ناصر، لـ"العربي الجديد": "إن هذا الطلب مقدم منذ مدة بعد إصابة ناصر بالسرطان، لكن هنالك مماطلة في الاستجابة لهذا الطلب"، مشيراً إلى أن الصليب الأحمر الدولي لم يتدخل بالضغط على الاحتلال "كون ذلك الأمر إجراء داخلي يخص إدارة السجون".

وأكد أبو حميد أن مطلب العائلة الآن هو ليس زيارته، وإنما المطلب الأساسي هو الإفراج عن ناصر حتى يقضي أيامه الأخيرة بين عائلته.

وفي السياق، أكد نادي الأسير الفلسطيني أن حالة من التوتر الشديد تسود قسم الأسرى في سجن "عسقلان"، جرّاء مماطلة إدارة سجون الاحتلال في تلبية طلب أشقاء ناصر الأسرى.

وكان ناصر أبو حميد يقبع في سجن "عسقلان" منذ سنوات قبل نقله بسبب حالته الصحية إلى سجن "الرملة"، علماً أن شقيقه الأسير نصر يقبع في "عسقلان"، وشقيقيه الأسيرين شريف وإسلام في سجن "ريمون"، وشقيقه الأسير محمد يقبع معه في سجن "الرملة".

الصورة
تواصل الفعاليات المتضامنة مع أسرى أبو حميد (العربي الجديد)

في هذه الأثناء، تتواصل الفعاليات التضامنية مع الأسير أبو حميد، حيث نظّمت وقفة تضامنية، اليوم الأحد، أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة نابلس، مؤكدة أن الجهود المبذولة لإطلاق سراح ناصر، وهو يحتضر، خجولة جداً، ولا تصل إلى جزء من معاناته ومعاناة عائلته، ولا تلبي طموح والدته التي دعت إلى احتضانه قبل أن يرتقي شهيداً.

ورفع المشاركون في الوقفة صور أبو حميد وعدد من الأسرى، فيما رددوا هتافات تدعو للوقوف إلى جانب الحركة الأسيرة في نضالها ضد سياسات إدارات السجون.

أمضى أبو حميد في سجون الاحتلال أكثر من 30 عامًا، وتعرض للاعتقال منذ أنّ كان طفلً

وقال منسق لجنة الأسرى في محافظة نابلس مظفر ذوقان، لـ"العربي الجديد": "إن العالم يقف متفرجاً على الأسير أبو حميد وهو يموت موتاً بطيئاً، كما فعل مع العشرات من الأسرى الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وما زال الاحتلال يحتجز جثمانيهم في ثلاجات الموتى، إن كل الكلام يطير في الهواء، نحن نريد حراكاً حقيقياً لنصرة الأسرى، وخاصة المرضى الذين يعانون الويلات جراء سياسة الإهمال الطبي".

أما والدة الأسير وائل الجاغوب المحكوم بالسجن المؤبد، فقالت لـ"العربي الجديد": "إن صرخات واستغاثات والدة الأسير أبو حميد تمثل كل أمهات الأسرى اللواتي يعشن جحيماً لا يطاق وهن ينتظرن على أحر من الجمر الإفراج عن أبنائهن".

وتابعت الجاغوب: "أبو حميد مثال صارخ على عشرات الأسرى المرضى الذي يحتجزون في سجن الرملة، الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة، ويدعي الاحتلال أنه مستشفى".

وكان نادي الأسير الفلسطيني قد أكد، أمس السبت، أن الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد (51 عاماً) من مخيم الأمعري، جنوب مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، يواجه خطر الاستشهاد في أية لحظة.

وأطلقت عائلة أبو حميد نداء الخميس الماضي، بعد تطوّر لافت في ملف ناصر الطبي، بعد أن أجريت له فحوص طبية الأربعاء الماضي، وصور طبقية لجميع أنحاء جسده، مشيرة إلى أن أطباء الاحتلال، الذين عرض عليهم ناصر بشكل متأخر؛ قالوا في توصياتهم: "يجب فحص إمكانية إطلاق سراحه في أيامه الأخيرة"، فيما أكد نادي الأسير أن ناصر "يحتضر".

وقال نادي الأسير: "بدأ الوضع الصحي للأسير ناصر أبو حميد في تراجع كبير في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، وفي حينه وبعد مماطلة في إجراء الفحوص اللازمة له ونقله إلى المستشفى، تبين أنّه مصاب بسرطان في الرئة حيث كان يقبع في حينه في سجن (عسقلان)".

وتابع النادي: "على مدار عام، واجه أبو حميد سياسة (القتل البطيء)، ورغم حاجته الماسة للبقاء في المستشفى، ورغم ما واجهه من تفاقم خطير، تحديداً منذ نهاية العام الماضي حتّى اليوم، إلا أن سلطات الاحتلال أبقته محتجزاً في سجن الرملة، إلى أن سلمته تقريراً طبياً الخميس الماضي، يوصي فيه أطباء الاحتلال بأن يتم الإفراج عنه في أيامه الأخيرة".

وأمضى أبو حميد في سجون الاحتلال أكثر من 30 عاماً، وتعرض للاعتقال منذ أنّ كان طفلاً، كما تعرض لعدة إصابات بليغة، وتعرض للمطاردة والملاحقة، إضافة إلى سنوات أسره، واعتقل أبو حميد مجدداً إبان انتفاضة الأقصى عام 2002، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد 7 مرات و50 عاماً، كما أن للأسير أبو حميد أربعة أشقاء آخرين يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، وهم محمد ونصر وشريف وإسلام، وله شقيق شهيد هو عبد المنعم.