نفذ طلاب جامعة بيرزيت شمال مدينة رام الله، الثلاثاء، وقفة تضامنية مع زملائهم الخمسة المعتقلين خلال اقتحام لقوات خاصة إسرائيلية، عصر أمس الاثنين، قبل أن تتحول الوقفة إلى مسيرة اتجهت إلى المدخل الشمالي لمدينة البيرة المجاورة، وهناك اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال أصيب خلالها عدد من الطلاب.
وأصيب خلال المواجهات 12 طالبًا، وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، بأن طواقمه تعاملت مع 5 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و7 إصابات اختناق بالغاز المسيل للدموع.
ورغم أن الفعالية كانت لرفض اعتداءات الاحتلال على الجامعة وطلبتها، إلا أن الطلاب طالبوا خلالها بإقالة عميد شؤون الطلبة في الجامعة، والمتحدث باسم الجامعة، لكونهما سبب في الأزمة بين الحركة الطلابية وإدارة الجامعة، وعلى الرغم من إلغاء عقوبات بحق طلاب بسبب نشاطهم الطلابي، إلا أن الحركة الطلابية قررت الدخول في اعتصام مفتوح داخل الجامعة حتى تحقيق كافة المطالب.
وتوترت الأوضاع داخل الجامعة منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد مشكلات خلال فعالية لإحياء ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، والاعتداء على منسق كتلة الوحدة الطلابية التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين داخل السكن الطلابي.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول، أحالت الجامعة منسق الكتلة الإسلامية ومنسق القطب الطلابي إلى لجنة نظام خاصة على خلفية فعاليات إحياء ذكرى تأسيس حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رغم إعلان الجامعة منع النشاطات الطلابية بسبب فيروس كورونا، وفي تلك الأنشطة، نظم الطلبة مسيرات باللباس العسكري، وفتحوا بالقوة إحدى القاعات لإقامة فعالية داخلها.
واقتحمت قوات الاحتلال مبنى الجامعة صبيحة يوم 14 ديسمبر، استباقاً لفعاليات ذكرى انطلاقة حماس، وصادرت أعلاماً من الجامعة بعد تهديدات للطلبة عبر رسائل نصية، لكن الطلبة أقاموا الفعالية في ذات اليوم.
في الأثناء، قال ممثل الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابية لحركة حماس، في جامعة بيرزيت، عمرو خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "اعتداءات الاحتلال لن تثنينا، وستزيدنا إصرارا"، وحمّل إدارة الجامعة المسؤولية عن الطلبة المعتقلين لأنها منعت دخول الطلاب إلى الحرم الجامعي وقت اعتقالهم، معلنًا بدء اعتصام مفتوح حتى تحقيق مطالب الحركة الطلابية.
وأشار خليل إلى أن منسق الكتلة، إسماعيل البرغوثي، والذي اعتقل أمس، بعد إصابته، وكذلك منسق القطب الطلابي الديمقراطي، كانت إدارة الجامعة قد أحالتهما إلى لجنة تحقيق بسبب نشاطات طلابية، مؤكدا أن الحركة الطلابية تطالب بإلغاء كافة العقوبات.
بدوره، أكد ممثل القطب الطلابي الديمقراطي، الذراع الطلابية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في الجامعة، أحمد الخاروف، لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال يحاول كسر الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، لكنها ستبقى شوكة في حلقهم، ولن تزيد هذه الإجراءات الحركة الطلابية إلا إصراراً، مشيرا إلى أن اجتماعا عقد أمس، وطالبت فيه الحركة الطلابية بإقالة عميد شؤون الطلبة، عنان الأتيرة، وإقالة الناطق باسم الجامعة، غسان الخطيب.
وأوضح عبد الحافظ الشرباتي، أحد الطلاب المفرج عنهم، وهو ممثل كتلة اتحاد الطلبة التقدمية الذراع الطلابي لحزب الشعب الفلسطيني في الجامعة، لـ"العربي الجديد"، أنه قبل اعتقاله تم تهديده بإطلاق الرصاص عليه من قبل قوات الاحتلال، مشيرًا إلى أنه تم التحقيق معه ومع زملائه حول الأنشطة الطلابية، وعلاقته بممثل الكتلة الإسلامية المعتقل إسماعيل البرغوثي.
من جانبها، قالت رئيس نقابة أساتذة وموظفي جامعة بيرزيت، لينا ميعاري، لـ"العربي الجديد": "ما حدث من اعتقال لطلبة الجامعة على مدخلها في ظل الأزمة النقابية القائمة يقودنا إلى إعادة فهم أن الحركة الطلابية مستهدفة، ويجب التعامل مع هذا عبر نضالات الطلاب داخل الجامعة".
وعبرت إدارة جامعة بيرزيت في بيان، عن تضامنها التام مع الطلبة المعتقلين بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وهم إسماعيل البرغوثي، وقسام نخلة، ومحمد الخطيب، مطالبة بالإفراج الفوري عنهم، وأكدت أنها تتابع بقلق الحالة الصحية للطالب إسماعيل البرغوثي، والذي أطلقت عليه قوات الاحتلال النار عند مدخل الحرم الجامعي، في تعبير صارخ عن همجية الاحتلال، وحقده على مؤسسات التعليم العالي، وخاصة جامعة بيرزيت.
وقال بيان الجامعة: "على أثر هذه التطورات الخطيرة، والحاجة لاستئناف الحوار الداخلي الهادف إلى توحيد الموقف في مواجهة الاحتلال، وتنقية الأجواء لضمان بيئة جامعية آمنة، وملائمة لاستئناف العملية التعليمية، فإنه لن يكون هناك تعليم وجاهي أو إلكتروني خلال أيام الأربعاء والخميس والسبت القادمة، على أن يتم إعادة تقييم الوضع لاحقاً".