تخوض عائلات وأصدقاء معتقلي الرأي في المغرب إلى جانب عدد من المتضامنين معهم إضراباً جماعياً عن الطعام لمدّة 24 ساعة، تزامناً مع عيد الأضحى المحتفل به اليوم الأحد، وذلك في خطوة رمزية للفت انتباه المسؤولين إلى استمرار مطلب الإفراج عنهم من السجون المغربية.
وتهدف خطوة الإضراب عن الطعام الذي يستمرّ حتى مساء اليوم في المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان (أكبر تنظيم حقوقي غير حكومي في المغرب) بالرباط، إلى "تنبيه المسؤولين إلى محنة المعتقلين، وإلى الأسى والألم اللذَين يسبّبونهما للعائلات في يوم المحبة والوئام والصلح".
وقالت عائلات وأصدقاء معتقلي الرأي في المغرب إنّ هذه الخطوة تأتي لما لهذه المناسبة من رمزية، إذ تمثّل أكبر وأهمّ مناسبة تلتئم فيها العائلات، في حين أنّ عائلات المعتقلين محرومة هذا الاجتماع السنوي بذويها الموجودين خلف القضبان. وجاء في بيان: "إنّنا نرغب بهذه الخطوة الرمزية في أن نذكّر الرأي العام بآلام وأحزان عائلات وأصدقاء المعتقلين السياسيين، في مناسبة يوم العيد وباقي أيام السنة، إذ نجد أنفسنا، نحن أيضاً، ضحايا للقمع السياسي الممارس على أقربائنا المعتقلين بتهم جائرة".
وقد جدّد المشاركون في الإضراب مطالبتهم بوضع حدّ للاعتقال السياسي وللمعاناة المرتبطة به، وذلك بإطلاق معتقلي الرأي جميعاً. وتأتي هذه الخطوة في وقت لم تتضمّن فيه لائحة المستفيدين من العفو الذي أصدره الملك محمد السادس بمناسبة عيد الأضحى أيّاً من معتقلي الرأي والمعتقلين السياسيين الذين تطالب الهيئات الحقوقية بالإفراج عنهم.
ومن بين أبرز الموقّعين على بيان الدعوة إلى الإضراب عن الطعام، أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي المعتقل على خلفية حراك الريف الذي شهدته منطقة الحسيمة بين خريف 2016 وصيف 2017، بعد مصرع بائع للسمك يُدعى محسن فكري مسحوقاً في داخل شاحنة للقمامة كان قد صعد إليها لاسترداد بضاعته المصادرة من قبل السلطات المحلية. كذلك تضمّنت لائحة الموقعين اسم والدة الصحافي عمر الراضي المحكوم بستّ سنوات، وزوجة الصحافي سليمان الريسوني الذي يقضي عقوبة السجن لخمس سنوات.
وعلى الرغم من أنّ معتقلين من حراك الريف أُطلق سراحهم في خلال العفو الملكي سابقاً، فإنّ الإفراج عمّن بقي منهم، وعلى رأسهم قائد الحراك (ناصر الزفزافي)، يبقى حتى الساعة من المطالب الرئيسة التي يرفعها حقوقيون وجمعية عائلات المعتقلين، وذلك بهدف تحقيق تقدّم في مسار حلحلة الملف.