كشفت منصة "نحن نسجل" الحقوقية، اليوم الاثنين، تنفيذ وزارة الداخلية المصرية حكماً بإعدام 17 متهماً شنقاً، في القضية رقم 12749 لسنة 2013 (جنايات الجيزة)، والمعروفة إعلامياً بقضية "اقتحام قسم شرطة كرداسة".
وأفادت المنصة بأن مصلحة السجون أبلغت ذوي الضحايا بتنفيذ حكم الإعدام تمهيداً لاستلام جثامينهم، مشددة على أن أوراق تلك القضية افتقدت إلى أدنى معايير المحاكمة العادلة، والتي تعود إلى 19 سبتمبر/أيلول 2013، إثر اقتحام قوات من الشرطة والجيش مدينة كرداسة لضبط عدد من المتهمين في "قضايا عنف".
ومن بين المتهمين الذين نفذ فيهم حكم الإعدام اليوم الشيخ عبد الرحيم عبد الحليم جبريل، مُدرِس القرآن البالغ من العمر 80 عاماً، وقالت منظمة العفو الدولية إن الحكم عليه جاء في واحدة من أكبر المحاكمات الجماعية منذ 2011.
ولد الشيخ في السابع من أغسطس/آب 1940، وأتم حفظ القرآن الكريم بأحد الكتاتيب في عمر ثماني سنوات، كما علم القرآن لأجيال كثيرة، ورغم أنه لم يتم تعليمه لكنه يقرأ ويكتب ويتمتع بشهرة كونه أفضل خطاط عربي، ويجيد اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة.
شارك الشيخ في حرب اليمن وحرب 1967 وحرب أكتوبر 1973، والتحق للعمل بوزارة الإعلام في مبنى ماسبيرو فنيَّ تبريد وتكييف بعد إنهائه الخدمة العسكرية.
ويعتبر الشيخ عبد الرحيم جبريل، صاحب الـ80 عاماً، أكبر معتقل سياسي في مصر، منذ أن زُج به في سجن 430 المشدد بوادي النطرون منذ أكثر من خمس سنوات، على خلفية تهمة التحريض على حرق قسم كرداسة، ومنذ قرابة عام ونصف، تم وضعه في عنبر الإعدام، هو واثنان آخران في مساحة 2X3متر، لا يوجد فيه ماء ولا مرحاض ولا كهرباء ولا تهوية، لتتصاعد معاناتهم بشكل بالغ حيث لا يفتح لهم الباب في اليوم إلا ساعة واحدة فقط لقضاء حوائجهم، من دون مراعاة لسن الشيخ ولا حالته.
ويؤكد محامي الشيخ في القضية في تصريحات على وجود عوار قانوني، فالدليل الوحيد كان تحريات وشهادة الأمن الوطني، والشاهد الوحيد في القضية هو شاهد الإثبات الذي تضاربت أقواله أمام قاضي العسكر محمد شيرين فهمي مع محضر النيابة، الذى أدرج الشيخ في القضية الهزلية.
وأمام القاضي، نفى الشاهد قوله ما ذكر في محضر النيابة، أو رؤيته الشيخ وهو يحرض على اقتحام مركز الشرطة، مؤكداً أنه لا يجيد القراءة والكتابة، ولم يعرف ماذا كتب في محضر النيابة.
ويضيف محامي الشيخ أن شهادة الشاهد بالنفي مسجلة في محضر جلسات القضية، وموثقة بالشهر العقاري، بالإضافة إلى ذلك، توجد شهادتان من اثنين من المواطنين، المعروف عنهما حسن السير والسلوك، موثقتان بالشهر العقاري، قدمتا للمحكمة، ويثبت فيهما الشاهدان أنهما كانا موجودين مع الشيخ عبد الرحيم، طوال اليوم، بمحيط مسجد أبو حجازة بكرداسة وداخله، ولم يذهب ناحية قسم الشرطة، ورغم ذلك لم يعتد بشهادتيهما، رغم أنهما كفيلتان بفك قيد حكم الإعدام عن رقبته.