شهدت إيران، اليوم الأحد، تجمعات جديدة لطلبة جامعات في عدة مدن. وفيما يستمر الجدل الداخلي بشأن اعتقال طلبة مدارس شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة، بين تأكيد ونفي لاعتقالهم، أطلق القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، اليوم الأحد، تحذيرا من "محاولة أميركية لجرّ ساحة المعركة إلى المدارس" الإيرانية.
وبعدما دخلت الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني، السبت، أسبوعها الخامس، تظهر فيديوهات منتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي تنظيم تجمعات طلابية احتجاجية في عدة جامعات إيرانية، اليوم الأحد، في طهران وأصفهان وتبريز ورشت، مع إطلاق الطلبة المحتجين هتافات سياسية.
شهدت مدارس إيرانية، خاصة مدارس البنات خلال الفترة الأخيرة، تجمعات احتجاجية، خلعت خلالها طالبات حجابهن
وشهدت مدارس إيرانية، خاصة مدارس البنات خلال الفترة الأخيرة، تجمعات احتجاجية، خلعت خلالها طالبات حجابهن، إلا أن السلطات الإيرانية تقلل من أهميتها، مع حديثها عن أن عدد هذه المدارس التي شهدت الاحتجاجات "قليل"، وذلك وسط أنباء عن اعتقال طلبة ومقتل بعضهم في الاحتجاجات، تنفيها وزارة التعليم والتربية الإيرانية.
اتهامات لأميركا بـ"تدبير" الاحتجاجات
وفي السياق، اتهم القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الأحد، الولايات المتحدة، المتهمة رسميا أيضا بـ"تدبير" الاحتجاجات، بأنها "تسعى إلى جرّ المعركة إلى المدارس لأنه لا يمكن التصدي لهؤلاء الطلاب".
وأضاف سلامي أن "العدو بصدد تدمير هوية شبابنا، وكلما زادت المسافة بين مجتمعاتنا ثقافيا ، زاد الغزو الثقافي"، وفق ما أوردت وكالة "مهر" الإيرانية.
وزير التعليم ينفي وجود طلاب في السجن
ونفى وزير التعليم والتربية الإيراني يوسف نوري، الأحد، وجود طلاب مدارس في السجن بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات في بعض المدارس، قائلا إنه "سيتم إرشاد الطلبة في مراكز المشاورة في المدارس في حال كان هناك تحفظ على سلوكهم".
وتراجع نوري عن تصريحه السابق حول نقل طلاب معتقلين إلى مراكز إصلاح وتربية، قائلا إن "هذا التعبير لم يكن دقيقا".
وكان وزير التعليم والتربية الإيراني قد قال، في وقت سابق من الشهر، عن اعتقال طلبة مدارس، لصحيفة "الشرق" الإيرانية: "ليس عندنا طلاب في السجن، ومن تم اعتقالهم هو لأجل الإصلاح والتربية وإيداعهم في هذه المراكز".
وكان المتحدث باسم لجنة التعليم والبحوث البرلمانية رضا حاجي بور قد قال، الجمعة، لوكالة "إيلنا" العمالية: "ليس هناك طلاب معتقلون كثيرون"، مضيفا أن "معظم المعتقلين ليسوا طلبة الجامعات والمدارس، وهم تأثروا بالإعلام الأجنبي"، على حد تعبيره.
أعربت اليونيسف عن "قلق بالغ إزاء استمرار ورود التقارير التي تفيد بمقتل وجرح واحتجاز أطفال ومراهقين في خضم الاحتجاجات الشعبية الجارية في إيران"
وكانت منظمة يونيسف أعربت أخيرا عن "قلق بالغ إزاء استمرار ورود التقارير التي تفيد بمقتل وجرح واحتجاز أطفال ومراهقين في خضم الاحتجاجات الشعبية الجارية في إيران". وجاء ذلك في بيان صادر عن المديرة التنفيذية ليونيسف، كاثرين راسل، تلاه المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحافي اليومي، اليوم الثلاثاء.
ودعت يونيسف، وفق موقع الأمم المتحدة، إلى حماية جميع الأطفال من جميع أشكال العنف والأذى، بما في ذلك أثناء النزاعات والأحداث السياسية، مؤكدة أنه "لا يمكن تبرير العنف ضد الأطفال من قبل أي شخص وفي أي سياق".
كذلك، نفى وزير التعليم الإيراني، في تصريحات اليوم الأحد أوردتها وكالة "فارس"، مقتل الطالبة أسرا بناهي من مدينة أردبيل، خلال تجمع احتجاجي في مدرسة "شاهد" وتعرضها لهجوم من قوات الأمن.
وتنقل وكالات أنباء رسمية والتلفزيون الإيراني عن أقارب الفتاة قولهم إنها "كانت تعاني من المرض وتوفيت بسبب ذلك في المستشفى"، متهمة قنوات إيرانية ناطقة بالفارسية خارج إيران بنشر "أكاذيب" بهذا الشأن.
من جانبه، انتقد نجم كرة القدم الإيراني علي دايي، المنحدر من مدينة أردبيل، في منشور على "إنستغرام"، ما وصفه بـ"الصمت تجاه ضغوط السلطات بحق المحتجين وانتهاك حرمة طلبة جامعة الشريف الصناعية"، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى "الاعتداء على الطلاب الأبرياء في مدارس، وضربهم ومقتل إحدى بنات مسقط رأسي".
في المقابل، اتهمت وكالة "فارس" الإيرانية المحافظة اللاعب، الأحد، بممارسة "الكذب" والتأثر برواية وسائل إعلام "معادية" في الخارج، قائلة إن "البطل القومي لا يكذب"، على حد تعبير الوكالة.
وتلاحق علي دايي، إلى جانب مشاهير إيرانيين في المجالات السينمائية والرياضية، تهم رسمية بـ"إثارة الشغب" وتأجيجه و"الاصطفاف مع العدو"، بعد تعبيرهم عن دعمهم الاحتجاجات عبر منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة.
وصادرت سلطات مطار "الإمام الخميني" الدولي في طهران، في وقت سابق، جواز سفر اللاعب دايي إلى جانب مشاهير آخرين. والأسبوع الماضي، قيل إن جواز سفر دايي أعيد إليه.