أعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، اليوم الاثنين، عن اتفاق دولي لتفكيك مخيم الهول السوري، من دون ذكر أي تفاصيل تتعلق بالدول الموقعة على الاتفاق أو الجدول الزمني لتنفيذه، مؤكداً أن مجموع الموجودين حالياً في المخيم أكثر من 60 ألف شخص، غالبيتهم عراقيون وسوريون، إلى جانب جنسيات من 50 دولة أخرى.
ويأتي الإعلان العراقي، بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدها مسؤولون في بغداد مع ممثلي بعثات وسفراء دول غربية وأوروبية مختلفة، بحثت بالمجمل قضايا أمنية، على رأسها قضية مخيم الهول شرقي سورية، على مقربة من الحدود العراقية.
ويقول العراق إن بقاء المخيم يُهدّد أمنه على المدى القريب، ويعتبر أن مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) غير مؤهلة لإدارة المخيم، وكذلك السجون التي تسيطر عليها.
واليوم الاثنين، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، تأكيده التوصل إلى "اتفاق دولي لتفكيك مخيم الهول"، مبيناً أن الاتفاق يشمل أيضاً "دعم دول كبرى للعراق"، في هذا الإطار.
وبحسب الأعرجي، فإن الاتفاق، الذي لم يذكر أي تفاصيل أخرى بشأنه، يستهدف "تفكيك المخيم الذي يضم أكثر من 60 ألف شخص بين عراقي وسوري و50 دولة أخرى".
وأضاف أن "العراق طالب الدول بسحب رعاياها ومحاسبتهم بحسب قوانين كل دولة"، مؤكداً أن "العراق مستعد لنقل رعاياه واستقبالهم وإدخالهم ضمن برنامج الاندماج المجتمعي، ولكنه بحاجة إلى دعم دولي لاستيعاب هذا العدد الكبير".
وبيّن أن "إعادتهم تأتي ضمن الخطة الحالية والتي تستغرق 5 سنوات، إلا أننا نريد تسريع الملف من أجل إنهاء المعاناة". وتابع أن "هناك 25 ألف عراقي في مخيم الهول السوري، بينهم 20 ألفاً بين حدث وطفل دون الـ18 عاماً".
وحول الإعلان العراقي، قال مسؤول بارز في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة قادت خلال الأشهر الماضية جهوداً كبيرة لإقناع دول عديدة بتسلّم رعاياها، عبر قنوات اتصال يؤمّنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية".
مؤكداً أن دولاً عدة ستباشر فعلاً تسلّم رعاياها من الأطفال والنساء، لكن المشكلة في أن تلك الدول لا تشكل فرقاً كبيراً على المخيم، إذ إن غالبية الموجودين في المخيم من العراقيين والسوريين.
وكشف عن "خطة لبناء العراق معسكرات ومخيمات نزوح جديدة من أجل استقبال من سيجري نقلهم من الهول إلى داخل العراق، كمحطة انتقالية يخضعون فيها للتأهيل النفسي والتعليمي، والتأكد من إمكانية عودة اندماجهم مرة أخرى في المجتمع"، معتبراً أن "العراق يسعى من خلال حراكه الجديد إلى طي صفحة المخيم، كونه بيئة غير آمنة على الأطفال والنساء".
معتبراً أن "موضوع السوريين الموجودين داخل المخيم يجب ألا يكون ورقة سياسية، والتعامل مع الموضوع من ناحية أمنية وإنسانية، وهو ما يسعى العراق إلى ضمان حدوثه".
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، كشف المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، عن "تعاون مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) من خلال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة"، مؤكداً أن هذا التعاون هو "في المجال الأمني"، وأيضاً في ما يتعلق بـ"مخيم الهول السوري".
في السياق ذاته، ذكر مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، اليوم الاثنين، أن أستراليا قررت استلام رعاياها من مخيم الهول، وذلك بعد ساعات من إعلانه عن الاتفاق الدولي الذي يستهدف تفكيك المخيم.
وقال الأعرجي، في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر": "نُثمّن عاليا إعلان أستراليا استلام عدد من رعاياها من مخيم الهول".
نثمن عاليا إعلان استراليا استلام عدد من رعاياها من مخيم الهول، وننتظر من الدول الأخرى أن تحذو حذوها، لابد من تفكيك هذا المخيم، لحماية الإنسانية، وتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.
— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) October 3, 2022
وأضاف: "ننتظر من الدول الأخرى أن تحذو حذوها"، مشدداً على ضرورة "تفكيك هذا المخيم، لحماية الإنسانية، وتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم".
وأطلقت السلطات العراقية في بغداد، بالتعاون مع منظمات أممية، سلسلة برامج نفسية وتعليمية تستهدف الأسر التي أُعيدت واستقرت في مخيم الجدعة، الواقع في ضواحي مدينة الموصل شمالي العراق، وقد تمكنت خلال الأشهر الماضية من إعادة ما يزيد عن 600 عائلة من مخيم الهول إلى داخل العراق، كما أعادت العشرات من تلك العائلات إلى مدنها الأصلية في العراق بعد انتهاء إخضاعهم لسلسلة من دورات التأهيل.
ومنتصف سبتمبر/أيلول الماضي، حذر قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا، من أنّ الوضع في "مخيم الهول" الذي يضم عائلات تنظيم "داعش"، بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية، يمثل "أزمة دولية تتطلب حلاً"، مشدداً على أنّ الحل الوحيد لهذه الأزمة هو "إعادة سكان المخيم إلى أوطانهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم".
ولا تعد العائلات التي تعاد من مخيم الهول، من المحسوبة على ما يعرف بـ"عائلات داعش"، إذ أكدت السلطات العراقية أن هذه الأسر نازحة بفعل المعارك والعمليات العسكرية في المدن العراقية المجاورة لسورية، وانتهى بها المطاف في المخيمات.