احتفلت جمعيّة الثقافة العربيّة، صباح اليوم الجمعة، بإطلاق برنامِج المنحة السنوي، لطلاب منحة روضَة بشارة عطا الله، بمشاركة مئات الطلاب الجامعيين من فلسطينيي الداخل، في الناصرة.
تقدّم المنحة للسنة الدراسيّة الحالية والمقبلة 2022، لأكثر من 220 طالباً وطالبة من مختلف مدن وبلدات الداخل، في مختلف الجامعات والمؤسّسات والمعاهد التعليميّة. 60 طالباً منهم انضمّوا إلى البرنامج للسنة الأولى، وسوف يكون هذا اللّقاء الأول لهم مع باقي الطلّاب، ليكتشفوا مجموعة طلابية موسّعة تعمل من خلال المنحة على مفاهيم التطوّع والمبادرات الثقافيّة والمجتمعيّة.
وافتُتح البرنامج بالنشيد الوطني، "موطني"، وشمل تعارفاً بين الطلاب وعرض فيلم عن سيرة الراحلة الدكتورة روضة بشارة عطا الله، وفيلماً تسجيلياً قصيراً عن الجمعية ومشاريعها. وقدّمت الفنانة أنوار شرارة مقطعاً فنياً ملتزماً.
وافتتح الحفل الكاتب أنطوان شلحت، رئيس الهيئة الإدارية بجمعية الثقافة العربية، وقال: "الأهم من هذه المنحة هو أن نتعهد بالنيابة عن جمعية الثقافة العربية بديمومة هذه المنحة التي تعطي الكثير من الثمار الطيبة وتعود بالخير للأجيال الفتية من طلاب العلم، وعلى مجتمعنا وشعبنا عموماً. وفي ضوء ذلك نستطيع أن نعد من على هذا المنبر، أنّ هذه المنحة طريق ونهج سيبقيان بمثابة أفق لمستقبل ننشده".
وأشار مصطفى ريناوي، المدير العام لجمعية الثقافة العربية، إلى انطلاق صندوق من الدعم المجتمعي المحلي، وأوضح أنه: "يقدّم سنوياً آلاف الطلاب ملفاتهم إلى برنامج المنحة. أنتم بالأساس الطلاب الأكثر نجاحاً وفق المعايير، والشهر المقبل سوف يتم الإعلان عن صندوق للدعم المجتمعي وهذا يحتاج إلى همّتكم وهمّة الجميع، وهدفنا أن نصل إلى أكبر عدد ممكن في الجامعات من مثقفين ومنتجين ومبادرين".
وقالت كاسي وودارد، منسقة مشروع المنح من صندوق الجليل من لندن في بريطانيا: "فخورة بوجودي معكم ودعمكم، وأنا سعيدة لعطائكم الإيجابي لمجتمعكم وللتغيير الذي تمرّون به، مبروك لكم جميعاً".
من جهته، قال الطالب علي محنيها، سنة أولى علم حاسوب في كلية القدس: "اشتركت بمشروع جمعية الثقافة العربية لعدّة أسباب، منها زيادة ثقافتي العربية، وهو أيضاً دعم لطلاب الداخل الفلسطيني. أتوقع أن أستفيد أكثر من انتمائي الوطني، أن أتعلق بأرضي وأتعلق بلغتي العربية. فأنا لا أنتمي إلى فلسطينيتي فقط إنما أيضاً إلى اللغة العربية، التي يجب أن نحافظ عليها".
أما الطالبة دانة منصور، اختصاص علاج نطق وسمع، وهي في سنتها الثالثة مع منحة روضة بشارة عطالله، فتقول: "استفدت من المنحة في كلّ سنة بشكل مختلف، عن طريق فعالياتها ونشاطاتها المختلفة. في السنة الأولى استفدت منها بالجانب الأكاديمي، وكيف نتعامل مع الصعوبات والتحديات. في السنة الثانية والثالثة تعاطينا المنحى دعما في المواضيع الاجتماعية والثقافية والهوية العربية، وقمنا بجولات في حيفا وخارجها. كما تعمّقنا في المواضيع الثقافية وهي تعمل على صقل شخصيات واعية، بعيداً عن الشقّ الأكاديمي".
منحَة روضة بشارة عطا الله تدعَم الطلّاب الجامعيّين العرب في الداخل الفلسطيني منذ عام 2007، وعلى مدار هذه السنوات دعمت وخرّجت آلاف الطلاب، ضِمن برنامِج شامِل. بالإضافة للدّعم المادي الذي تقدّمه على مدار ثلاث سنوات، تُقدّم أيضاً للطلاب والطالبات برنامجاً تثقيفياً توعوياً، يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف على صعيد تمكين الفرد وتفعيل دوره المجتمعي والتثقيفي القِيَمي.