عثر فريق إنقاذ لبناني في تركيا، اليوم الأربعاء، على جثّة المواطن إلياس الحداد تحت أنقاض مبنى فندق "أوزهان" بمدينة أنطاكيا، وذلك بعد أكثر من أسبوع على الزلزال المدمّر، في حين أنّ عمليات البحث ما زالت مستمرّة للعثور على المواطن محمد المحمد الذي كان في الموقع نفسه وآخرين ما زالوا مجهولي المصير.
وكان فريق الإنقاذ المؤلّف من عناصر من الدفاع المدني اللبناني قد توجّه إلى تركيا، أمس الثلاثاء، بمبادرة غير رسمية للبحث عن المفقودين اللبنانيين الذين ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، على أثر الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية فجر السادس من فبراير/ شباط الجاري.
وقال أحد عناصر الدفاع المدني اللبناني في تركيا اليوم لـ"العربي الجديد"، إنّ "جثّة إلياس حداد انتُشلت اليوم، والتفتيش مستمرّ عن محمد المحمد. لكن ثمّة صعوبات تواجه عمليات الحفر، نظراً إلى الدمار الكبير، بالإضافة إلى أنّ ثمّة طبقات من المبنى اختفت بالكامل".
أضاف عنصر الإنقاذ الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته: "نحن قمنا بمبادرة فردية، على عاتقنا الشخصي، بعد نداءات من مدنيين وأهالي مفقودين لتقديم المساعدة، فلبّينا النداء". وأوضح: "نحن 13 شخصاً من الدفاع المدني نحاول المساعدة قدر الإمكان في عملية البحث عن المفقودين وانتشال الضحايا، مع العلم أنّنا قدّمنا المساعدة كذلك إلى أشخاص من الجنسيّتَين السورية والتركية".
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان قد نشرت، مساء أمس الثلاثاء، البيانات الأخيرة المتعلقة بالمواطنين اللبنانيين في تركيا الذين يُعَدّون من ضحايا الزلزال المدمّر. وبحسب الأرقام الواردة من سفارة لبنان لدى أنقرة، فقد بلغ عدد القتلى تسعة أشخاص، نُقلت جثامين ثلاثة منهم إلى لبنان، فيما دُفنت جثامين الستة الآخرين في تركيا.
كذلك بلغ عدد المفقودين، المرجّح أنّهم ما زالوا تحت الأنقاض، ستّة أشخاص، فيما تمّ تأمين والتأكّد من سلامة 70 شخصاً آخرين. ولفتت الوزارة إلى أنّ الأشخاص المتداولة أسماؤهم على وسائل التواصل الاجتماعي والبالغ عددهم نحو 40 شخصاً، من المرجّح أن يكون قسم منهم من الجنسية السورية أو الفلسطينية.
في المقابل، يتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أرقام ضحايا أعلى من تلك المُعلنة رسمياً من قبل وزارة الخارجية اللبنانية. لكنّ الجهات الرسمية كانت قد أوضحت في أكثر من مرّة أنّ أرقامها مرتبطة باللبنانيين المسجّلة بياناتهم في السفارة اللبنانية لدى أنقرة أو الذين أبلغ ذووهم السلطات بأنّهم في تركيا، دون سواهم.
ومن الأسماء التي نُشرت لبعض الناجين من الزلزال في تركيا، باسل حبقوق (رفيق إلياس الحداد) ومحمد شمّا وابنه سرحان شمّا. ومن أسماء الذين فقدوا حياتهم من جرّاء الكارثة الطبيعية الأخيرة، نذكر إبراهيم خلف وزوجته عليا الماروق وأولادهما الثلاثة، وزوجة محمد شمّا، ووسام الأسعد وابنته، ودلال إبراهيم زين الدين وأولادها الثلاثة وحفيدها.
من جهة أخرى، تطوّعت الكابتن الطيار اللبنانية كنزا بالحسين، التي كانت من بين أوّل المستجيبين لنداءات الاستغاثة بعد زلزال تركيا وسورية، لقيادة أولى الطائرات التي تحمل المساعدات التونسية إلى حلب، مع أكثر من 60 طناً من اللوازم الطبية والمواد الإغاثية ومستشفى ميداني مع فريق إسعاف طبي تونسي مؤلّف من 45 طبيباً ومسعفاً بمبادرات فردية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أنّ الكابتن الطيار اللبنانية انتقلت إلى الداخل التركي بمبادرة شخصية، ولاحقاً تحت مظلة الأمم المتحدة عبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، علماً أنّ السلطات التركية سهّلت المهمّة. وقد نقلت أكثر من 850 جثماناً من الضحايا السوريين من تركيا إلى سورية بعد التأكد من هوياتهم، وما زالت العملية مستمرة.
وكانت بالحسين قد تطوّعت لقيادة أربع رحلات جوية من تونس إلى لبنان محمّلة بالمساعدات الطبية والغذائية والعينيّة المختلفة، وكذلك بمستشفى ميداني، عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب من عام 2020، وبقيت لمدّة تخطّت الشهرَين في العاصمة اللبنانية تقود فريقاً لإزالة الأنقاض وتنظيف الشوارع وإيواء السكان.