يبدو أنّ الاكتئاب يكثر في المجتمعات كافة اليوم، وسط الأزمات المتزايدة في العالم أجمع على أكثر من صعيد. ولعلّ أزمة كورونا الوبائية التي فرضت عزلة قسرية على مليارات من البشر مع عمليات الإغلاق والحجر، تسبّبت في أضرار كثيرة لم تُطاول الصحة الجسدية فحسب.
ويتكرّر استخدام مصطلح "الاكتئاب"، ويدّعي كثيرون أنّهم مكتئبون، سواء شُخّصوا بذلك على يد متخصّص أم لا. لكنّ الاكتئاب، بحسب ما نظنّه، لا يصيب الأطفال. اعتقاد شائع إنّما خاطئ، فهذا الاضطراب قد يُطاول الإنسان في مراحل مختلفة من حياته.
وكما هي الحال مع البالغين، كذلك الأمر بالنسبة إلى الأطفال بخصوص تحديات قد تواجههم في حياتهم. فهي كثيرة وإن ظننا أنّ ذلك بعيد عنهم وأنّهم "من دون هموم". وبالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية، فإنّ التغييرات (وبالتالي التحديات) تكثر خلال عملية نموّ الأطفال، من قبيل الالتحاق بالمدرسة وخوض مرحلة البلوغ والتحضير للامتحانات. وتوضح أنّه بالنسبة إلى بعض الأطفال، تتسبّب تغييرات من هذا النوع في ضغط نفسي واكتئاب.
وتسأل المنظمة: هل تظنّون أنّ طفلكم مكتئب؟ لتجيب: إذا كان الأمر كذلك، لا بدّ من التحدّث إليه حول ما يشعر به. وتقدّم نصيحة: لا تخشوا طلب مساعدة متخصّصة.
وفي منشورات أخيرة لها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحاول المنظمة الإحاطة بموضوع اكتئاب الأطفال وتوعية الأهل وإرشادهم في هذا المجال.
الأطفال الصغار
- من الشائع أن يختبر الأطفال الصغار مشكلات عاطفية.
- شكوى الأطفال الصغار من آلام في الرأس أو في البطن، وبكاؤهم المستمر، وصعوبة بقائهم بعيداً عن ذويهم، علامات قد تدلّ على مشكلة عاطفية.
- فقدان الرغبة في اللعب والانفعال وصعوبة التركيز، علامات أخرى قد تدلّ على مشكلة عاطفية.
- يُعَدّ الاكتئاب أمراً نادراً بين الأطفال الصغار.
الأطفال الأكبر سنّاً والمراهقون
- يُعَدّ الاكتئاب أمراً شائعاً بين الأطفال الأكبر سنّاً والمراهقين.
- العلامات والأعراض تشمل: الحزن الدائم أو الانفعال، صعوبة في ممارسة النشاطات اليومية، فقدان الاهتمام بالنشاطات التي كانت تستهويهم في العادة، الابتعاد عن أقرانهم، الشعور بالذنب أو بفقدان القيمة، التعب، التململ، الصعوبة في التركيز، تغيّر أنماط الأكل والنوم، المجازفة غير المعتادة.
- الاكتئاب ليس علامة تشير إلى الضعف، وفي الإمكان الوقاية منه ومعالجته.
هذا ما تستطيعون كأهل القيام به
- التحدّث إلى أطفالكم عمّا يشعرون به، وعن أمور من المحتمل أن تثير قلقهم.
- إيلاء أطفالكم اهتماماً خاصاً في حال كانت ثمّة تغييرات كبيرة في حياتهم، من قبيل الالتحاق بالمدرسة أو مرحلة البلوغ.
- تشجيع أطفالكم على الحصول على قسط كافٍ من النوم، والأكل بانتظام، والقيام بنشاطات بدنية، والقيام بأمور تستهويهم.
- تخصيص بعض الوقت لقضائه مع أطفالكم.
- التحدّث مع أشخاص تثقون بهم ويعرفون أطفالكم للتأكّد من أنّهم لم يلاحظوا أيّ أمر يثير قلق صغاركم.
- استشارة طبيبكم أو طبيب أطفالكم في حال احتجتم إلى نصيحة. ولا تؤجّلوا الأمر في حال شككتم في أنّ ثمّة خطباً ما.
- حماية أطفالكم من مواقف أو أوضاع قد تجعلهم يعانون من ضغط نفسي مفرط أو سوء معاملة أو عنف.
- في حال راودت أطفالكم أفكار لإلحاق الأذى بأنفسهم أو حاولوا ذلك، عدم التردّد في استشارة متخصّص صحي أو التوجّه إلى قسم طوارئ. واحرصوا على إبعاد الأدوية والأدوات الحادة والأسلحة عن متناول أيديهم.