الأزهر يطالب بمحاسبة مرتكبي مجازر الجزيرة السودانية

29 أكتوبر 2024
نازحون من ولاية الجزيرة في السودان، 27 أكتوبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أدان الأزهر المجازر الوحشية في السودان، خاصة في ولاية الجزيرة، حيث قُتل حوالي 500 شخص، مطالبًا المجتمع الدولي بالتصدي لهذه الجرائم ودعم الشعب السوداني.
- تصاعدت حدة العنف من قبل قوات الدعم السريع، حيث قُتل أكثر من 140 شخصًا في قرية السريحة، ودعت وزارة الخارجية السودانية لإدانة هذه الأعمال ووقف تدفق الأسلحة.
- الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي شددا على ضرورة فتح ممرات آمنة لمواجهة المجاعة والنزوح، حيث نزح 11.3 مليون شخص بسبب الحرب.

أدان الأزهر بشدة المجازر الوحشية التي ترتكب على أرض السودان، وخاصة في قرى غرب ولاية الجزيرة وجنوبها وشرقها، والتي راح ضحيتها قرابة 500 من الشباب والأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين.

وقال الأزهر إن ترويع المدنيين الآمنين، وقتلهم، والانتقام منهم، من أجل تصفية حسابات سياسية، جريمة إرهابية نكراء في حق الإنسانية، يعدّها الدين الإسلامي الحنيف من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر. وطالب المجتمع الدولي بالتكاتف لدعم الشعب السوداني، والتصدي لهذه المذابح الوحشية، ومحاكمة مرتكبيها، مقدماً العزاء إلى السودانيين في مصابهم، وداعياً الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ومغفرته، ويشفي المصابين، ويفرج الكرب عن أبناء السودان، ويوحد كلمتهم لما فيه مصلحة بلادهم.

وتصاعدت حدة المجازر التي ترتكبها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط السودان، وكان آخرها في قرية السريحة (شمالي الولاية)، التي تبعد عن الخرطوم بنحو 80 كيلومتراً، وذلك حين أطلقت قوة من الدعم السريع نيران أسلحتها الخفيفة والثقيلة، فقتلت ما يزيد على 140 شخصاً، وأصابت العشرات، فيما اعتقلت 150 آخرين.

وطالبت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي بإدانة حملات الدعم السريع بشكل فوري وقوي، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بـ "محاسبة مرتكبيها، وقادة ورعاة المليشيا الإرهابية، ووقف تدفقات الأسلحة والمرتزقة لها".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قد أعلن أمس الاثنين، أن "الوقت قد حان للعمل بحسم من أجل إنهاء الحرب في السودان"، مؤكداً ضرورة إنهاء "الكابوس الذي يواجهه الشعب السوداني في العنف والجوع والأمراض، فضلاً عن النزوح وزيادة العنف العرقي".

وكان اتحاد مجلس الأمن الدولي قد دعا إلى الضغط على قوات الدعم السريع لـ"فتح ممرات آمنة، بهدف تمكين جماعات الإغاثة من الوصول إلى سكان القرى المتضررة".

وطالبت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيندي ماكين، أول من أمس الأحد، بوصول كامل إلى السودان من مختلف المعابر لمواجهة "مجاعة محدقة" في البلد الذي تعصف به حرب قاتلة منذ أكثر من عام ونصف عام. وقالت: "نريد الوصول الكامل، بالإضافة إلى القدرة على الدخول من خلال أكبر عدد ممكن من نقاط الدخول المختلفة إلى السودان، والتأكد من أنه يمكننا البدء على نطاق واسع". أضافت: "المجاعة محدقة الآن. هناك مجاعة في مخيم زمزم وبالتالي ستنتشر. لذا، فالأمر مُلحّ حقاً أن نتمكن من الدخول والقيام بذلك على نطاق واسع".

وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نزح نحو 11.3 مليون شخص جراء الحرب، بينهم 3 ملايين تقريباً إلى خارج السودان.