تسببت العاصفة المطرية التي ضربت مناطق الشمال السوري خلال اليومين الماضيين في تضرر مئات الخيم والمنازل وفاضت مياه الصرف الصحي في الشوارع، فيما توفي عدد من الأشخاص نتيجة الفيضانات التي غمرت مساحات كبيرة من أراضي محافظة طرطوس على الساحل السوري.
وذكر بيان للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، اليوم الأحد، أن العاصفة المطرية خلال اليومين الماضيين تسببت في أضرار بأكثر من 1700 خيمة ومسكن للمهجرين ومخيمات إيواء ناجي الزلزال شمال غربي سورية، وأغلقت عدة طرقات رئيسية وتسربت مياه السيول إلى العديد من المنازل.
وأضاف البيان أن مياه الصرف الصحي فاضت في شوارع العديد من المخيمات، لتزيد معاناة المدنيين ومخاطر انتشار الأمراض والكوليرا في ظل الواقع الإنساني الصعب الذي يواجه المدنيين.
وقال الناشط محمد عبد الله المقيم في مخيم أطمة لـ"العربي الجديد" إن العاصفة المطرية تسببت في تشكل سيول من المياه غمرت فتحات للصرف الصحي في عدد من المناطق في ريفي حلب وإدلب واختلطت بمياه الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد بتلوث المزروعات والآبار في تلك المناطق، وانتشار الأمراض، خاصة مرض الكوليرا.
وكان الدفاع المدني السوري قد أعلن نهاية العام الماضي ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات بمرض الكوليرا في شمال غربي سورية إلى 25 حالة، في حين وصلت حصيلة المصابين إلى 1111 حالة إيجابية، منذ انتشار الوباء.
ومنذ بداية العاصفة، استجابت فرق الدفاع المدني لأكثر من 65 مخيماً تضررت فيها أكثر من 1551 خيمةً بين أضرار جزئية وكلية، وأكثر من 150 مسكناً ذا سقف بلاستيكي، إضافة إلى تضرر مرافق عامة وخدمية.
تضرر مخيمات في الشمال السوري
وقال النازح حسين أبو اللبن من مخيم الخير في محيط مدينة سرمدا شمال إدلب أن جميع المخيمات في الشمال السوري تضررت بنسب متفاوتة نتيجة العاصفة، لأن الخيام القماشية لا تستطيع مقاومة الأمطار الغزيرة والسيول الناتجة عنها، فضلاً عن أن البنى التحتية فيها، وخاصة أن الطرقات ضعيفة وغير مجهزة، وتتعطل فوراً في حال حصول هطول أمطار كبير ما يتسبب في تشكل وحول وبرك المياه، وتسرب المياه إلى الخيام والمنازل.
وتعد هذه العاصفة المطرية الثانية لهذا الشتاء، حيث تضررت أكثر من 140 خيمة من جراء أول منخفض جوي شمال غربي سورية في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفاة 4 في منطقة الساحل
وفي مناطق سيطرة النظام السوري، تسببت الفيضانات الناتجة عن هطول الأمطار، أمس السبت، في وفاة 4 أشخاص بعد أن غمرت المياه مساحات كبيرة من أراضي سهل عكار على الساحل السوري، ما تسبب في سقوط سيارة كانت تقلهم في أحد المواقع الملاصقة للطريق.
وذكر اسكندر عمار المدير العام لمشفى الباسل بطرطوس لصحيفة الوطن الموالية للنظام أن الأشخاص الأربعة وصلوا إلى المشفى متوفين نتيجة الغرق وهم رجلان وفتاة وطفل.
وغمرت مياه الفيضانات عشرات المنازل ومئات البيوت البلاستيكية المزروعة بالخضروات ومئات الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير.
كما تعرضت قرى الريحانية وتل كزل وعرب الشاطئ في منطقة سهل عكار بطرطوس لـ"تنين بحري"، وهي ظاهرة طبيعية مرتبطة بالأعاصير، أمس السبت، ما أدى إلى تضرر عشرات المزارع والبيوت البلاستيكية بشكل كبير.
وفي محافظة حماة، حاصرت مياه الأمطار عشرت المنازل في قرية غربي مدينة حماة بعد يوم من هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها معظم المحافظات السورية. وتسببت الأمطار في فيضان النهر الكبير الجنوبي ما خلف أضراراً جسيمة على منازل وأراضي المواطنين والفلاحين في عدة قرى بسهل عكار منها خربة الأكراد والحسنة والرنسية وبني نعيم والخرابة، حيث غمرت مياه الفيضان التي تجاوزت الساتر الترابي مساحات شاسعة من الأراضي، وفق وسائل إعلام محلية.
وتجمعت مياه الأمطار حول 80 منزلاً في قرية متنين غربي مدينة حماة بعمق يبلغ نصف متر، ما تركهم محاصرين وغير قادرين على مغادرة منازلهم. ونقل موقع "أثر برس" المحلي عن بعض سكان المنطقة قولهم إن الطريق الذي تجمعت فيه الأمطار بطول 200 متر حُوّل إليه الصرف الصحي الخاص بالقرية كلها، فيما وقفت السلطات المحلية عاجزة عن فعل أي شيء لمساعدة الأهالي.