مرّة جديدة في لبنان "تفضح" الأمطار هشاشة البنى التحتية وقنوات الصرف الصحي وتقاعس السلطات عن إنجاز أعمال الصيانة للطرقات، رغم مليارات الدولارات التي تحرَّر لها، ما يجعل الفيضانات من السيناريوهات المتكررة كلّ شتاء.
الواقع اليوم: #لبنان بغرق يوما بعد يوم و #كسروان تلفظ انفاسها الاخيرة على ابواب الشتاء #غزير #جونية #مجلس_النواب #نواب_كسروان #رئيس_الجمهورية #لبنان_يغرق pic.twitter.com/S16WGAdp4A
— Karen Boustany كارن البستاني (@BoustanyKaren) November 29, 2022
وفاقمت الصورة الكارثية هذه السنة أزمة النفايات التي تحتلّ الشوارع وإهمال الجهات المعنية حلّها أو تنظيف الأقنية والمجاري على الأوتوسترادات، وهو ما أسفر، اليوم الثلاثاء، عن فيضانات وسيول في عددٍ من المناطق، ولا سيما في بيروت في ظلّ طقس عاصف وماطر يشهده لبنان.
#امطار غزيرة في #جونية والمحيط#لبنان pic.twitter.com/8SmxTHd4mA
— @Think GREEN (@GRNMVMT) November 29, 2022
وغرقت الطرقات في العديد من المناطق اللبنانية جراء الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى زحمة سير خانقة، فيما علق المواطنون لساعات داخل سياراتهم، في حين جرفت الأمطار بعض السيارات ملحقة أضراراً مادية كبيرة، عدا عن تعرّض الناس لمخاطر صحية.
تجمع للمياه على اوتوستراد #جونية بالاتجاهين وعلى الطريق البحرية والعمل جارٍ على المعالجة وحركة المرور خانقة في المحلة
— التحكم المروري (@tmclebanon) November 29, 2022
الصورة الأسوأ سجلتها منطقة جونية، شمالي بيروت، في سيناريو ليس الأول من نوعه، أحدثه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع أول هطول للأمطار ضرب البلاد، حيث كانت الفيضانات الحدث الأبرز، وتسببت في وفاة عسكري متقاعد في الجيش اللبناني.
وتحوّلت طريق جونية وغيرها من المناطق في قضاء كسروان (محافظة جبل لبنان)، إلى أنهار جرفت السيارات والمارة على الطريق وأدت إلى تسجيل زحمة سير خانقة.
العثور على جثة المواطن الذي جرفته السيول مساء أمس في ذوق مصبحhttps://t.co/9sHpDbv0On pic.twitter.com/9K9BCvXUSo
— الدفاع المدني اللبناني (@CivilDefenseLB) October 24, 2022
وناشد المواطنون الجهات المعنية التحرك سريعاً لإنقاذهم وفتح الطرقات، خصوصاً أن المخاطر تطاول تلاميذ المدارس، باعتبار أن التوقيت يتزامن مع خروجهم من مدارسهم، كما دعوا المسؤولين إلى تعويض المتضررين ومعاقبة كل مقصّر ومهمل ومتقاعس.
شوارع لبنان تغرق#lebanonfiles #lebanonNews #لبنان pic.twitter.com/UD3cWTNkCe
— LebanonFiles (@lebanonfile) November 29, 2022
من جانبه، نفذ الدفاع المدني اللبناني أكثر من عملية إنقاذ لمواطنين احتجزوا داخل رتل من السيارات، كما تمكنت عناصره من إنقاذ باص لنقل التلاميذ إثر سقوط صخرة كبيرة عليه في منطقة الفيدار، قضاء جبيل، وتم تسليم التلاميذ لأهاليهم من دون تسجيل وقوع أي إصابات.
كما طاولت المياه العديد من المنازل والمستودعات في مناطق في كسروان وقد غمرت الأمطار السوق القديم في جبيل وجرفت النفايات.
عمليات إنقاذ وسحب سيارات وسحب مياه من داخل منازل ومستودعات في الفيدار ومستيتا وحالات وبلاط https://t.co/3huxuvL2vp
— الدفاع المدني اللبناني (@CivilDefenseLB) November 29, 2022
وقال الدفاع المدني في بيان إن السيول التي تشكلت بفعل غزارة الأمطار في منطقة جونية اجتاحت مركزا تابعا له، وجرى التواصل مع رئيس البلدية جوان حبيش للتداول في كيفية معالجة المشكلة وتأمين مقر بديل للعناصر يمكنهم من متابعة عملهم في سبيل تلبية نداءات المواطنين بالسرعة المطلوبة.
تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم للسيول التي تشكلت بفعل غزارة الأمطار في منطقة جونية واجتاحت مركز الدفاع المدني الذي يقع تحت الجسر.https://t.co/RNz3AwRbg7
— الدفاع المدني اللبناني (@CivilDefenseLB) November 29, 2022
وأشار وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية في تصريح تلفزيوني لقناة "الجديد" المحلية إلى أن الشتاء في كل لبنان والتساقطات كبرى، لكن الطوفان يحصل باستمرار في منطقة جونية نتيجة التعديات الموجودة والمخالفات والإنشاءات الجديدة، وهذه ليست ضمن مسؤوليته، بل تتحمل مسؤوليتها الجهات التي تعطي الرخص.
وزير الاشغال #علي_حمية يُعلق على ما تسببت به الفيضانات على #أوتوستراد_جونيه .. لمتابعة البث المباشر @alihamie_lb https://t.co/IwtrSK45sq
— Al Jadeed News (@ALJADEEDNEWS) November 29, 2022
ونشر حمية على حسابه في "تويتر" فيديو يظهر مكان تدفق المياه وخروجها عن مجراها إلى الطرقات في البلدات لتتشكل عبرها سيول جارفة معها الأتربة إلى الأوتوستراد، مشيراً إلى أن سبب ذلك التعديلات على مجاري المياه الشتوية والعبارات وعدم مراقبتها من قبل الجهات المختصة (البلديات والطاقة).
فيديو من منطقة ساحل علما - شننعير يُظهر بوضوح مكان تدفق المياه وخروجها عن مجراها الى الطرقات في البلدات لتتشكل عبرها سيول،جارفة معها الاتربة الى الاوتوستراد، وهذا بسبب التعديات على مجاري المياه الشتوية والعبارات وعدم مراقبتها من قبل الجهات المختصة ( بلديات- وزارة الطاقة). pic.twitter.com/Q2zEbeHtlv
— Ali Hamie | علي حمية (@alihamie_lb) November 29, 2022
وغمرت مياه الأمطار أيضاً معظم الطرقات في بيروت وخارجها، ولا سيما منها الأتوسترادات الدولية والرئيسية والطرقات الفرعية، الأمر الذي تسبب بزحمة سير خانقة وتسجيل أضرار مادية وأعطال في الكثير من السيارات، في حين يواصل المسؤولون في لبنان تقاذف المسؤوليات.
ويشهد لبنان طقساً خريفياً يتقلّب تدريجياً مع هطول أمطار متفرقة وانخفاض في درجات الحرارة، ومن ثم يعود إلى الاستقرار اعتباراً من ظهر غدٍ الأربعاء بحسب توقعات دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني.