أفادت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، بأنّ إنهاء مرض الإيدز ما زال أمراً ممكناً بحلول عام 2030، غير أنّها نبّهت إلى ضرورة تحرّك القادة والممولّين من أجل تسريع التقدّم في هذا السياق.
وأكد برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز أنّه "يمكن إنهاء الإيدز بحلول 2030". وقدّم خريطة طريق لاستثمارات وحملات وقاية مبنيّة على أدلّة وعلاجات ومعالجة عدم المساواة التي تعوّق التقدّم حالياً.
يأتي ذلك بعد 40 عاماً على اكتشاف فريق من معهد باستور الفرنسي فيروس الإيدز، الأمر الذي مثّل الخطوة الأولى في معركة شرسة ممتدّة مع هذا المرض الذي أدّى إلى وفاة نحو 39 مليون شخص حول العالم.
يُذكر أنّه قبل عامَين من ذلك، في يونيو/ حزيران من عام 1981، أعلن علماء في الولايات المتحدة الأميركية عن أوّل دليل سريري على ذلك لمرض من دون أن يتمكّنوا من تسميته. وفي عام 1983، اكتُشف سبب الداء، وهو فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب/ الإيدز.
وأشار برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز إلى أن إنهاء ذلك هو قبل كلّ شيء خيار سياسيّ وماليّ. وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج الأممي ويني بيانييما إنّ "النجاح ممكن (حدوثه) في خلال هذا العقد".
Ending AIDS is a political & financial choice. Our new report ‘The Path that Ends AIDS' released today shows that there is a clear path to #endAIDS by 2030.
— UNAIDS (@UNAIDS) July 13, 2023
The countries & leaders who are already following the path are achieving extraordinary results.https://t.co/3JA3Qtb4Fs pic.twitter.com/b6HtnAFM0H
وكانت الأمم المتحدة قد حدّدت في عام 2015 هدف إنهاء مرض الإيدز كتهديد للصحة العامة بحلول عام 2030. وأوضحت بيانييما أنّ أكبر تقدّم بشأن فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب الذي يتسبّب في مرض الإيدز يُلاحَظ في الدول والمناطق التي استثمرت بقوّة في هذا المجال. وذكرت التقدّم الملحوظ في شرق القارة الأفريقية وجنوبها، حيث تراجعت الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 57 في المائة منذ عام 2010.
وسبق أن حقّقت بوتسوانا وإسواتيني ورواندا وتنزانيا وزيمبابوي ما يسمّى "أهداف 95-95-95". ويعني تحقيق هذه الأهداف أنّ 95 في المائة من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب يعرفون وضعهم، و95 في المائة من الأشخاص المدركين بإصابتهم بالفيروس يخضعون للعلاج المضاد للفيروسات القهقرية، و95 في المائة من المصابين الخاضعين للعلاج يتحقّق لديهم كبت للحِمل الفيروسي.
وتقترب 16 دولة أخرى على أقلّ تقدير من تحقيق هذا الهدف، من بينها ثماني دول في أفريقيا جنوب الصحراء، وهي المنطقة التي يعيش فيها 65 في المائة من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب في العالم، إلى جانب الدنمارك والكويت وتايلاند.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة الأخيرة، أُصيب نحو 85 مليون شخص بالفيروس منذ بداية تفشّيه، في حين توفي نحو 39 مليوناً من جرّاء أمراض مرتبطة به. سُذكر أنّه في عام 2021، مثّلت النساء والفتيات 54 في المائة من مجموع المصابين بالفيروس.
ومنذ عام 1996، ما زال برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ينسّق جهود المنظمة الأممية في هذا المجال. وهذا البرنامج المشترك المبتكر يجمع جهود وموارد 11 وكالة تابعة لمنظومة الأمم المتحدة بهدف توحيد العالم في مواجهة الإيدز؛ وهي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي.
(فرانس برس، العربي الجديد)