حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أنّ الوضع الإنساني في إقليم تيغراي الإثيوبي في طريقه إلى "التدهور بشكل خطر" ومميت، معيدة تفاقم الأزمة إلى "حصار يمنع وصول المساعدات". وأفاد منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة في إثيوبيا غرانت لييتي في بيان بأنّ "مخزون المساعدات وكذلك مخزون النقود ومخزون الوقود انخفضت بشكل كبير أو انتهت كلياً" في الإقليم الواقع في شمال البلاد، علماً أنّ "مخزون الغذاء نفد في 20 أغسطس/ آب الماضي".
أضاف لييتي أنّ "المنطقة ما زالت تحت حصار يمنع بحكم الأمر الواقع وصول المساعدات الإنسانية، إذ تُفرض قيود مشددة على مساعدات إنسانية ضرورية لإنقاذ حياة" السكان، مشيراً إلى أنّه لم يسمح بوصول أيّ شاحنات إلى تيغراي منذ 22 أغسطس. ورجّح لييتي "تدهور الوضع الإنساني في شمال إثيوبيا بشكل خطر، خصوصاً في إقليم تيغراي، في ظل عدم القدرة على جلب كميات كافية ومستدامة من الإمدادات الإنسانية والنقود والوقود"، داعياً حكومة أبي أحمد إلى تخفيف القيود.
ومنذ اندلاع النزاع في الإقليم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، تتبادل السلطات الإثيوبية ومتمرّدو تيغراي الاتهامات حول عرقلة وصول قوافل المساعدات ودفع السكان في اتجاه المجاعة. وقد لفت لييتي كذلك إلى تدهور الوضع في منطقتَي عفر وأمهرة المجاورتَين مع تقدّم المتمرّدين فيهما، وبات 1.7 مليون شخص عرضة للجوع. وشدّد لييتي على أنّ "حياة ملايين المدنيين تعتمد على قدرتنا على الوصول إليهم حاملين الغذاء وإمدادات التغذية والدواء وغيرها من المساعدات الأساسية. علينا الوصول إليهم فوراً ومن دون أيّ عراقيل لمنع وقوع مجاعة ووفيات كثيرة".
وقد اتُّهمت القوات الإثيوبية ومتمرّدو تيغراي على حدّ سواء بنهب المساعدات، فيما وصفت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عمليات السرقة المفترضة بأنّها "مصدر قلق كبير بالنسبة إلى العاملين في المجال الإنساني". وأفاد رئيس بعثة الوكالة الأميركية في أديس أبابا شون جونز في حديث إعلامي بأنّه "على مدى تسعة شهور من النزاع، سرقت كل الأطراف المتحاربة مساعدات"، وذلك بناء على نسخة مكتوبة للتصريحات نشرتها السفارة الأميركية. بدوره، دان المتحدث باسم "جبهة تحرير شعب تيغراي" غتاتشيو ريدا من يُشتبه في قيامهم بأعمال نهب، واصفاً سلوكهم بأنّه "غير مقبول".
وفي بيان منفصل، دان لييتي قتل عناصر إغاثة في تيغراي، مشيراً إلى سقوط 11 ضحية بين يناير/ كانون الثاني ويوليو/ تموز من العام الجاري، ما يرفع إجمالي عناصر الإغاثة الذين قتلوا منذ اندلاع النزاع إلى 23 ضحية. وقال لييتي: "تهزّنا هذه الأنباء مجدداً، ومن غير الممكن التسامح مع العنف ضد العاملين في مجال الإغاثة". أضاف: "نشدد على دعوتنا إلى احترام جميع العاملين في المجال الإنساني وحمايتهم وإجراء تحقيق كامل في الأعمال التي أدّت إلى وفاة زملائنا. تجب المحاسبة لردع الهجمات التي تستهدف الكوادر الإنسانية".
ويجتاح العنف شمال إثيوبيا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما أرسل رئيس الوزراء أبي أحمد قوّات إلى تيغراي للإطاحة بـ"جبهة تحرير شعب تيغراي"، الحزب الحاكم للإقليم، مشيراً إلى أنّ الخطوة جاءت للردّ على هجمات تعرّضت لها معسكرات للجيش. وعلى الرغم من أنّ رئيس الوزراء الحائز جائزة نوبل للسلام في عام 2019 تعهّد بتحقيق "نصر سريع"، فإنّ الحرب امتدّت لشهور وتسببت في أزمة إنسانية في تيغراي فرأى 400 ألف شخص أنفسهم في مواجهة ظروف أشبه بالمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
(فرانس برس)