نددت فعاليات في عدد من المحافظات التونسية بإعادة نشر الصور المسيئة للرسول محمد، والتصريحات الصادرة عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي هاجم فيها الإسلام. وشهدت منطقة الزهروني بالعاصمة التونسية، الاثنين، مسيرة إلى المحكمة الابتدائية للمطالبة بإطلاق سراح الناشط المدني ماهر بوريقة، الذي تم إيقافه بعد حرق العلم الفرنسي تعبيرا عن غضبه.
وقررت المحكمة، اليوم، الإفراج عن الشاب التونسي، لتشهد المنطقة مسيرة احتفاء ردد فيها الأهالي شعارات، منها "إلا رسول الله يا ماكرون يا جبان".
وخرج عدد من سكان مدينة تطاوين (جنوب)، أمس الأحد، في مسيرة منددة بتصريحات الرئيس الفرنسي، رافعين شعار "فداك يا رسول الله".
في المقابل، شدد ماكرون، مساء الأحد، على عدم التراجع عن موقفه الأخير، في إشارة إلى تبنيه الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى النبي محمد، مؤكداً الدفاع عن النقاش العقلاني.
وقال عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي، لـ"العربي الجديد"، إن "لكل شخص الحق في التعبير، خاصة من يرى أنه تم المساس بمعتقداته من خلال الصور المسيئة، وحرق الراية الوطنية جريمة يعاقب عليها القانون، لكن لا وجود لنص واضح حول حرق رايات أجنبية، بدليل أن راية الاحتلال الإسرائيلي كثيرا ما تحرق في الاحتجاجات التي تشهدها تونس".
وأوضح الطريفي أن "النيابة العمومية تحركت، وربما تكون تداركت الأمر لأن الشاب ماهر بوريقة عبر عن غضبه بطريقة يراها مناسبة، والاحتجاج وحرية التعبير مكفولان بالدستور التونسي شريطة عدم الاعتداء على الغير، أو الإضرار بأي طرف، والمسيرة التي خرجت في تطاوين تعبر أيضا عن الغضب، وكل شخص يقيم الأمر حسب رؤيته للأشياء، فهناك من يرى في الأمر مساً بعقيدته، ويقوم بالتنديد، وهناك من يرى أن الأمر لا يمسه، وأن مثل هذه التصريحات لن تغير شيئا".
وانتشرت الاحتجاجات والردود الغاضبة في عدة دول عربية وإسلامية بعد تصريحات الرئيس الفرنسي، الذي قال إنه سيدعم مواصلة عرض الصور المسيئة للرسول، وذلك في أعقاب ذبح مدرس فرنسي عل يد فتى شيشاني مسلم بعد عرض المدرس رسوما مسيئة للرسول.