استمع إلى الملخص
- أكد ممثل الاتحاد العام التونسي للطلبة على نجاح الانتخابات بسلاسة، مشيرًا إلى إنجازات مهمة في جامعات تاريخية، بينما أشار الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس إلى إمكانية الحلول في المرتبة الأولى بعد النتائج النهائية.
- تلعب المجالس العلمية دورًا حيويًا في رسم السياسات الجامعية، وتُعتبر الانتخابات مؤشرًا مهمًا للمشهد السياسي والاجتماعي في تونس، مع جذور تاريخية تعود لفترة الاحتلال الفرنسي.
تصدّر الاتحاد العام التونسي للطلبة، انتخابات ممثلي الطلبة بالمجالس العلمية للجامعات التي جرت أمس الاثنين، وفق النتائج الأولية التي أعلنت عنها المنظمة بعد التصريح بالحصول على 260 مقعدا من إجمالي 530 مقعدا مقابل حصول منافسه الاتحاد العام لطلبة تونس على 190 مقعدا بصفة أولية.
وعاشت الجامعات التونسية، أمس الاثنين، على وقع منافسة كبيرة بين المنظمات الطلابية التي خاضت انتخاباتها السنوية لعضوية ممثلي الطلبة بالمجالس العلمية لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي وفق الرزنامة التي حددتها وزارة التعليم العالي.
وتعدّ انتخابات المجالس العلمية في جامعات تونس محرار الحياة السياسية في المجتمع الطلابي داخل مؤسسات التعليم العالي. واعتادت الجامعات التونسية أن تشهد تنافسا على مستوى انتخابات مجالس الجامعات بين أبرز نقابتين طلابيتين في البلاد، وهما الاتحاد العام لطلبة تونس المعروف بهيمنة يسارية والاتحاد العام التونسي للطلبة القريب من التيار الإسلامي المحافظ.
ويكون تمثيل الطلبة بالمجالس العلمية لمؤسسات التعليم العالي على أساس طالبين أو ثلاثة منتخبين لمدة سنة واحدة، فيما يكون تمثيل الطلبة بمجلس الجامعة على أساس طالب من كل مرحلة من المراحل الدراسية، مع مراعاة خصوصية أنظمة الدراسات.
الاتحاد العام التونسي للطلبة في الصدارة
وقال ممثل عن الاتحاد العام التونسي للطلبة، سيف مومني، في تصريح لـ"العربي الجديد": إن انتخابات المجالس العلمية جرت في ظروف طيبة حيث لم تسجل أي مشاكل"، مضيفا أن "اتحاد الطلبة اكتسح كالعادة وحصل وفق النتائج الأولية على 260 مقعدا من إجمالي 530 مقعدا". وأكد المومني أن "عدد المقاعد التي فازت بها المنظمة في مختلف جامعات البلاد يمثل 50% من مجموع مقاعد المجالس العلمية"، مشيرا إلى أن "النتائج المصرح بها تبقى أولية إلى حين صدور النتائج النهائية التي ستعلن عنها وزارة التعليم العالي".
وبحسب المومني، فازت المنظمة المحسوبة على التيار الإسلامي لأول مرة بمقاعد في كلية العلوم الإنسانية بجندوبة شمال غربي تونس، كما حصدت مقاعد بجامعات ذات رمزية تاريخية واجتماعية وسياسية كجامعة المنار تونس وصفاقس وبكلية الحقوق بسوسة، مؤكدا أن "النتائج جيدة ومهمة".
بدوره أكد الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس، محمد أولاد محمد، أن "المنظمة لا تستبعد الحلول في المرتبة الأولى وطنيا في انتخابات المجالس العلمية بعد الإعلان عن النتائج النهائية وانتهاء الفرز"، مشيرا إلى تأكد الفوز بـ190 مقعدا في تمثيلية المجالس العلمية لمختلف جامعات البلاد".
وقال أولاد محمد في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الاتحاد العام لطلبة تونس حافظ على الصدارة في العديد من الجامعات الكبرى، ولا سيما منها كليات الحقوق، كما تمكن من اقتلاع مقاعد في جامعات أخرى سيطر عليها منافسه الاتحاد العام التونسي للطلبة لمدة سنوات". واعتبر المتحدث أن "المنظمة الطلابية ستسجل مواقف من كل الملفات الكبرى في البلاد والمتعلقة بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، كما ستصدر موقفا بشأن قانون الموازنة الذي يناقشه البرلمان، فضلا عن اهتمامها بالملفات الطلابية والإصلاح الجامعي".
وترسم المجالس العلمية للجامعات السياسات العامة للكليات ويشارك فيها الطلبة والأساتذة وإدارات الكليات. ويتم انتخاب ممثلي الطلبة بناء على البرامج التي تقدمها المنظمات أو الطلبة المستقلون خلال المدة التي تسبق يوم الاقتراع. وتكتسي انتخابات المنظمات الطلابية أهمية في تونس ويتابعها المهتمون بالشأن السياسي والاجتماعي، نظرا لتأثيراتها على المشهد السياسي العام ودور المجتمع الطلابي في التأثير في المحطات السياسية الانتخابية.
وقد فقدت انتخابات المجالس العلمية في جامعات تونس الكثير من إشعاعها خلال السنوات الأخيرة، بعد فترة من النشاط الطلابي المتنوع والذي يكاد يكون يوميا إبان ثورة يناير 2011. وتعود أصول الحراك الطلابي في تونس إلى القرن الماضي خلال فترة الاحتلال الفرنسي مع منظمة عموم طلبة شمال أفريقيا المسلمين في فرنسا وجمعية الطالب التونسي، إلى جانب صوت الطالب الزيتوني. وانصهرت كل هذه المنظمات تحت مظلة الاتحاد العام للطلبة التونسيين الذي عقد مؤتمره التأسيسي في باريس، ثم تحول لاحقًا إلى الاتحاد العام لطلبة تونس وانبثق منه الاتحاد العام التونسي للطلبة مع ظهور الحركة الإسلامية في سبعينيات القرن الماضي وبدأ الحراك منخرطا في النضال ضد الاحتلال الفرنسي، ثم متمسكا بالقضايا المجتمعية أمام السلطات التي تداولت على الحكم والتي كانت تعتبر الاتحادات الطلابية جزًءا من المعارضة.