الاستهلاك المفرط... ظاهرة تتكرّر سنوياً خلال رمضان في تونس
حذر رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك سليم سعد الله من تداعيات الاستهلاك المفرط خلال شهر رمضان، مشيرا إلى أن السلوك الاستهلاكي غير الرشيد يخلف خسائر كبيرة، من بينها ارتفاع فاتورة الإنفاق فضلا عن إهدار كبير للطعام.
وقال سعد الله، لـ"العربي الجديد"، إن "إنفاق التونسيين على الغذاء يرتفع بأكثر من 30 في المائة خلال شهر الصيام، فيما تصل الزيادة في استهلاك بعض المواد إلى أكثر من 600 في المائة، ومنها الألبان الطازجة، فضلا عن زيادة بأكثر من 110 في المائة في استهلاك أسماك التونة".
ويعدّ الإفراط في شراء الخبز بجميع أصنافه أحد أهم أسباب هدر الغذاء، وأكد سعد الله أن "التونسيين يقبلون في رمضان على الخبز غير المدعّم، ويزيد استهلاكهم له بنحو 50 في المائة، مقابل تراجع استهلاك الخبز المدعم بنحو 22 في المائة. السلوك الاستهلاكي في رمضان يتسم بالإقبال على الشراء رغم الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية".
واعتبر رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك أن "المواطنين يساهمون في تشجيع المضاربة والاحتكار بالإقبال على المنتجات ذات الأثمان المرتفعة، في حين أن سلاح المقاطعة، والذي اعتمدته المنظمة في أكثر من مناسبة، قادر على ترشيد الأسعار وضبط الأسواق. سندعو إلى مقاطعة كل السلع التي ترتفع أسعارها، ومنها الطماطم والفلفل التي تعدّ من المواد الأساسية في أطباق التونسيين الصيفية، والتي يمكن تعويضها بمواد أخرى إلى حين حلول موسم نضجها".
وشهدت أسعار عدد من الخضروات ارتفاعا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة، وصلت إلى أربعة دنانير للفلفل، وأكثر من دينارين للطماطم ( الدولار يساوي 2.7 دينار تونسي).
وكانت دراسة للمعهد الوطني للاستهلاك كشفت، في رمضان العام الماضي، عن ارتفاع استهلاك المواد الغذائية بمعدلات متفاوتة، بلغت بالنسبة للمشروبات الغازية 155 في المائة، وللتمور 111 في المائة، وارتفع استهلاك البيض من 17 بيضة للفرد الواحد شهريًا إلى حوالي 26 بيضة للفرد خلال رمضان، وأن نحو 900 ألف "خبزة" تُلقى يوميا في حاويات الفضلات خلال شهر الصيام.