قررت الجاليات الجزائرية في عدد من الدول، كفرنسا وسويسرا وألمانيا وبلجيكا وتونس والإمارات وتركيا، تنظيم وقفات احتجاجية يوم غد السبت، قبالة مقار السفارات والقنصليات الجزائرية، للضغط على الحكومة والمطالبة بإلغاء التدابير التي تصفها الجاليات بالتعجيزية، للدخول إلى الجزائر، والمقرّر تطبيقها بدءاً من الأول من يونيو/حزيران المقبل.
ودعت روابط وجمعيات، تمثّل الجاليات والمغتربين الجزائريين في عدّة دول إلى التجمّع وتنفيذ احتجاجات أمام التمثيليات الدبلوماسية، لإبلاغ السلطات الجزائرية رفض الجالية هذه التدابير التي تفرض على المهاجرين تكاليف باهظة وحجراً صحياً إجبارياً، على الرغم أنّ العديد منهم حاصلون على دفاتر تلقيح ضدّ فيروس كورونا ويحملون نتائج فحوص موثقة، فضلا عن تخصيص ثلاث رحلات في الأسبوع فقط، تشمل أربع دول حصراً وهي فرنسا وتركيا وإسبانيا وتونس، بينما تمّ تجاهل باقي الدول.
ووصف ناشطون وجّهوا دعوات للجالية للتجمّع غداً السبت، في ساحة الجمهورية في باريس، هذه الإجراءات بأنها "تجارية تستهدف ابتزاز الجالية، بينما الجالية مستعدة لتقبل شروط صحية معقولة للدخول إلى البلاد"، بعد 14 شهراً من إغلاق الحدود. وقال الناشط في الجالية في فرنسا، عبد الوهاب القلعي، لـ" العربي الجديد"، إنه "من غير الممكن تقبّل هذه القرارات والتدابير، لقد كانت صادمة بالنسبة للجالية وغير معقولة تماماً. التذكرة غالية، يصل سعرها إلى حدود الألف يورو، إضافة إلى إجبار المهاجر على دفع تكاليف الحجر الصحي الإجباري لخمسة أيام، وإذا افترضنا أنّ العائلة صغيرة تتألف من أربعة أفراد، فإنه يتعيّن عليها دفع كلفة غالية تصل إلى أكثر من خمسة آلاف يورو لزيارة البلد والأهل، وهذا أمر غير معقول". وأضاف أنّ "السلطات الجزائرية لم تأخذ بعين الاعتبار ظروف الأزمة الاقتصادية التي مرّت بها الجالية بسبب أزمة كورنا، حيث هناك من فقدوا مناصب عملهم".
وكانت السلطات الجزائرية قد أعلنت عن خطة للفتح التدريجي للرحلات الجوية بدءاً من الأول من يونيو/حزيران ، تتضمن تسيير عدد محدود من الرحلات الجوية من أربع دول فقط، هي فرنسا وإسبانيا وتركيا وتونس، كمرحلة أولى، وشروطاً مشددة لقبول المسافرين القادمين، حيث يتوجب أن يكون الـمسافر حاملاً لنتيجة سلبية لاختبار بي سي آر، يعود تاريخه إلى أقل من 36 ساعة قبل تاريخ السفر، والتسديد الـمسبق للتكاليف الـمتعلقة بإعادة اختبار الكشف عن الفيروس لدى الوصول، وتكاليف الحجر الصحي الإجباري الذي يجب أن يخضع له كل مسافر عند وصوله إلى التراب الوطني لمدة خمسة أيام في إحدى الـمؤسسات الفندقية المحددة، مع إمكانية تجديد الحجر لخمسة أيام إضافية.
وفي السياق ذاته، هدّدت الجاليات الجزائرية بمقاطعة شاملة للانتخابات البرلمانية المبكّرة المقرّرة في 12 يونيو/حزيران المقبل، في حال لم تبادر السلطات إلى إلغاء هذه التدابير فوراً وتعديلها، واستهجنت الجاليات الجزائرية في بيانات متتالية نشرتها روابط وجمعيات تمثلها في 23 دولة أوربية وعربية وفي أميركا وكندا، حصر الرحلات المقررة في ثلاث فقط أسبوعياً ومن دول أربع (فرنسا وتركيا وإسبانيا وتونس)، وبمعدل رحلة واحدة من الدول الأربع أسبوعياً، وخفض عدد المقاعد في كل رحلة إلى حدود 70 في المائة فقط، ما يعني أنّ الغالبية العظمى من المهاجرين لن يتمكنوا من دخول البلاد، ناهيك عن كلفة التذكرة العالية التي بلغت حدود ألف يورو للفرد الواحد، في الرحلات المقررة من فرنسا إلى الجزائر.