علّقت الجامعة العبرية في القدس، اليوم الثلاثاء، عمل المحاضرة الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان، على خلفية توقيعها على عريضة في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول ضمن أكثر من مائة محاضر وأكاديمي بكل جامعات العالم تدعو لوقف العدوان على غزة.
وبرّرت الجامعة قرار التوقيف بأن "نادرة وقعت على عريضة في بداية الحرب كانت تصف أعمال إسرائيل بأنها ممارسات إبادة جماعية وكيان احتلال منذ 1948"، معتبرة أنه "في هذه المرحلة من أجل الحفاظ على جو هادئ في الجامعة لصالح طلابنا وطالباتنا، قررنا تعليق عمل بروفيسور نادرة شلهوب كيفوركيان".
وجاء القرار بعد رسالة سابقة شديدة اللهجة وجهها عميد الجامعة العبرية في 29 أكتوبر/ تشرين الأول إلى نادرة شلهوب كيفوركيان، مقترحاً عليها الاستقالة من منصبها إثر توقيعها على عريضة ضد العدوان على غزة.
وورد في جزء من رسالة الجامعة: "قرأنا وصدمنا وخذلنا عميقاً من العريضة العامة التي وقعت عليها، وفيها أن إسرائيل تقوم بإبادة شعب غزة، كما زعمتِ بذات العريضة أن إسرائيل تحتل فلسطين منذ 75 عاماً، أو في كلمات أخرى منذ حرب الاستقلال".
واستنكرت الرسالة توقيع كيفوركيان على العريضة قائلة: "توقعين على عريضة كهذه وتذكرين منصبك ووظيفتك في الجامعة العبرية"، واختتمت الرسالة بـ" نحن نأسف ونخجل لأن طاقم الجامعة العبرية لديه محاضرين مثلك".
التجمّع الطلابي: الجامعات الإسرائيلية تنضم رسمياً لنظام الأبرتهايد
من جهته، استنكر التجمّع الطلابي الديمقراطي، اليوم الثلاثاء، قرار توقيف الأستاذة المحاضرة نادرة شلهوب، معبراً عن رفضه "لكل الخطوات التعسفية التي تستهدف كل صوت إنساني وأخلاقي يرفض الحرب الدموية في القطاع، ويطالب بوقف هذه الجرائم التي تُرتكب بشكل يومي".
جاء ذلك ضمن بيان للتجمّع الطلابيّ، اليوم الثلاثاء، عبّر فيه عن "اعتزازه الكبير بدور الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان وإنتاجها العلمي والأكاديمي الواسع والمهم، إذ تعتبر واحدة من أهم الباحثين على المستوى الدولي، ولها صولات وجولات في جامعات ومعاهد عالمية مرموقة، بالإضافة إلى موقفها الوطني والأخلاقي الصلب الذي تتخذه ضد الحرب على قطاع غزة ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، رغم كل محاولات التضييق والملاحقة المستمرة عليها منذ فترة".
وأوضح بيان التجمّع الطلابيّ أن الأكاديمية الإسرائيلية "أصبحت تلعب بشكل واضح دورها كجزء من منظومة الأبرتهايد والفصل العنصري وتتعامل وفقاً للعقلية الانتقامية السائدة في المجتمع الإسرائيلي، وهو ما تجلى في ملاحقة الطلاب العرب في الجامعات والتعامل معهم كأعداء من خلال تحويلهم للجان طاعة تحولت إلى أشبه بتحقيقات مخابراتية".
وأشار البيان: "بالإضافة إلى مواصلة التضييق على الأكاديميين والمحاضرين العرب بمنعهم بالتعبير عن رأيهم وموقفهم السياسي تجاه ما يحدث من جرائم بحق شعبهم، يسري هذا النهج على عدد من المحاضرين اليهود المناهضين للحرب الذين عانوا من تضييق وتحريض مستمر أيضاً".
وأكد التجمّع الطلابيّ "استمراره في النضال إلى جانب كافة الآلاف من الطلاب وعشرات المحاضرين ضد هذه الملاحقة وسياسة تكميم الأفواه التي تنتهجها الجامعات الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "كل هذه المحاولات لن تغيّر من حقيقة انتمائنا لشعبنا وقضيته العادلة ورفضنا للجرائم المرتكبة بحقه".