- شلهوب كيفوركيان أكدت خلال اللقاء على تمسكها بالمواقف الأخلاقية والأكاديمية، مشددة على التزامها بفضح جرائم الحرب والإبادة في غزة والمطالبة بوقف العنف ضد الفلسطينيين.
- تلقت دعماً وتضامناً واسعاً من المجتمع المحلي والعالمي، مؤكدة على أهمية مقاومة سياسات تكميم الأفواه والتخويف التي تنتهجها إسرائيل، وأعربت عن امتنانها لهذا الدعم في دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
أعلنت الجامعة العبرية في القدس المحتلة، اليوم الأربعاء، عن تراجعها عن قرار تعليق عمل البروفيسور نادرة شلهوب عن مهامها التدريسية، وأكدت عودتها الفورية لمزاولة كافة مهامها في الجامعة.
جاء هذا القرار بعد جلسة عُقدت اليوم الأربعاء بحضور البروفيسور شلهوب والمحامي علاء محاجنة، المكلف بالدفاع عنها، ومع إدارة الجامعة العبرية ممثلة برئيس الجامعة البروفيسور تمير شيفير.
كانت الجامعة العبرية قد أعلنت في 12 مارس/آذار الحالي تعليق عمل شلهوب - كيفوركيان عن مهامها التدريسية بسبب تعبيرها عن مواقفها المناهضة والرافضة للإبادة الجماعية الجارية في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. واستنكرت الجامعة من خلال هذا القرار أقوالها "المناهضة للصهيونية واعتبارها الحرب على غزة حرب إبادة وتجويع".
وجاء قرار تعليق عمل شلهوب - كيفوركيان نتيجة لحملة تحريضية قادتها أوساط في المجتمع الإسرائيلي، بمن في ذلك وزراء وأعضاء الكنيست، بسبب مواقفها من الحرب.
ووجهت العديد من الاتهامات بشكل ملفق وكاذب إلى البروفيسور شلهوب - كيفوركيان، والتي تتعارض بشدة مع مواقفها كباحثة فلسطينية نسوية نقدية. منذ تعليق عملها عن مهامها التدريسية، أكدت خلال اللقاء مع إدارة الجامعة على تمسكها بالمواقف الأخلاقية والأكاديمية، مؤكدة على قبول روايات النساء ضحايا الاعتداءات الجنسية بغض النظر عن قوميتهن أو جنسيتهن.
وأوضحت أن ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية وحرب تجويع، وأكدت التزامها الثابت بالاستنكار وفضح أعمال الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي تقوم بها إسرائيل في غزة، وذلك بصفتها باحثة في علم الإجرام. وأشارت إلى أنها لن تتوانى عن المطالبة بوقف الحرب والعنف ضد شعبها.
كما شددت شلهوب على ضرورة حماية طلاب الجامعة العبرية الذين عانوا من تبعات القرار التعسفي ضدها، مطالبة بالتزام شخصي من رئيس الجامعة لضمان عدم التعرض للطلاب وعدم تأثر مسارهم التعليمي بسبب مواقفهم وتعبيرهم عن رأيهم في قرار الجامعة.
أعربت شلهوب عن امتنانها العميق للتضامن والدعم الذي تلقته من المجتمع المحلي والعالمي، والذي كان حجر الزاوية الذي بنت عليه ثباتها وقوتها أمام الحملة التحريضية المتطرفة التي تعرضت لها على مدار الأشهر الماضية.
وأكدت على أهمية مواصلة مقاومة سياسة تكميم الأفواه والتخويف التي تنتهجها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر. وأكدت أيضاً على الواجب الأخلاقي للعمل نحو وقف الحرب الإسرائيلية والإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وكانت المحاضرة الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان، قد وقعت على عريضة في أواخر أكتوبر/تشرين الأول ضمن أكثر من مائة محاضر وأكاديمي بكل جامعات العالم تدعو لوقف العدوان على غزة، وعلى خلفية توقعيها علقت الجامعة عملها.
وعقب التعليق استنكر التجمّع الطلابي الديمقراطي القرار، معبراً عن رفضه "لكل الخطوات التعسفية التي تستهدف كل صوت إنساني وأخلاقي يرفض الحرب الدموية في القطاع، ويطالب بوقف هذه الجرائم التي تُرتكب بشكل يومي".
وعبّر عن "اعتزازه الكبير بدور الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان وإنتاجها العلمي والأكاديمي الواسع والمهم، إذ تعتبر واحدة من أهم الباحثين على المستوى الدولي، ولها صولات وجولات في جامعات ومعاهد عالمية مرموقة، بالإضافة إلى موقفها الوطني والأخلاقي الصلب الذي تتخذه ضد الحرب على قطاع غزة ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، رغم كل محاولات التضييق والملاحقة المستمرة عليها منذ فترة".
أشار البيان إلى أن الأكاديمية الإسرائيلية "أصبحت تلعب بشكل واضح دورها كجزء من منظومة الأبرتهايد والفصل العنصري، وتتعامل وفقاً للعقلية الانتقامية السائدة في المجتمع الإسرائيلي، وهو ما تجلى في ملاحقة الطلاب العرب في الجامعات والتعامل معهم كأعداء من خلال تحويلهم للجان طاعة تحولت إلى أشبه بتحقيقات مخابراتية".
ومنذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء ودماراً هائلاً بالبنية التحتية وكارثة إنسانية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".