نجحت جهود فرق الإطفاء، مع استخدام أربع طائرات إطفاء متخصصة، في إخماد الحرائق التي كانت قد اندلعت في منطقة تيزي وزو ومناطق في شرق الجزائر بمعظمها، في حين أُعلن عن ضمّ طائرتي إطفاء روسيتَين إلى ترسانة الآليات المحلية والدولية المخصصة لإطفاء الحرائق.
وأكد بيان للمديرية العامة للدفاع المدني أنّ السيطرة تمّت على مجموع الحرائق المندلعة في منطقة تيزي وزو بالكامل، صباح اليوم الجمعة، وعددها 40 حريقاً، قبل أن تندلع خمس حرائق أخرى في المنطقة نفسها، والعمل جارٍ للسيطرة عليها. وقد دعت المديرية المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر في ظل استمرار الأحوال الجوية على حالها، من قبيل موجة الحرّ وكذلك الرياح القوية، وطلبت منهم المساعدة في الإبلاغ عن أيّ حريق آخر يندلع في المنطقة.
وفي التفاصيل، أفادت المديرية بإخماد 76 حريقاً في 15 ولاية، خصوصاً بعد اللجوء إلى الطائرات المتخصصة من نوع "كانديار"، اثنتان منها قدّمتهما فرنسا واثنتان استأجرتهما الحكومة الجزائرية من الاتحاد الأوروبي. وقد أدّت هذه الطائرات، التي تستطيع حمل ستّة أطنان من المياه، الدور الأبرز في المساعدة على إطفاء الحرائق، خصوصاً أنّ طبيعة المنطقة الجبلية في تيزي وزو وبجاية صعّبت مهمّة فرق الإطفاء الراجلة وتللك المزوّدة بمركبات. من جهته، حوّل الجيش الجزائري عدداً من طائراته المروحية إلى طائرات إطفاء، استخدمت في عمليات إخماد الحرائق.
وقد عرضت الولايات المتحدة الأميركية المساعدة في إطفاء الحرائق. وبحسب ما جاء على الموقع الإلكتروني للسفارة الأميركية في الجزائر، فإنّ واشنطن "أعلمت الحكومة الجزائرية بأنّها مستعدة لتقديم المساعدة، كما قام مشاة البحرية في السفارة بتنكيس العلم احتراماً للحداد الوطني على ضحايا الحرائق في شمال الجزائر هذا الأسبوع".
وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني أنّ العمل يجري على إخماد 50 حريقاً في 11 ولاية، وقد انتقلت خريطة الحرائق إلى منطقة سكيكدة وجيجل والطارف أقصى شرقي البلاد، حيث تعرف الولاية الأخيرة التي تقع على الحدود مع تونس وضعاً متأزماً بسبب اتّساع رقعة الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس في قرى عدّة منها. وقد دفع ذلك مئات العائلات إلى مغادرة بيوتها، في حين بثّ أفراد وجمعيات محلية نداءات استغاثة للمساعدة في إجلاء السكان وإيوائهم بعيداً عن الحرائق، بالإضافة إلى توفير الإمكانيات لإخمادها.
وفي ولاية جيجل، اندلعت عشر حرائق في بعض الغابات وامتدّت إلى بعض القرى، الأمر الذي دفع الجيش إلى التدخّل لاجلاء السكان، فيما ناشد ناشطون الحكومة توجيه جزء من جهود الدعم والإسناد الى هذه الولاية. وقد نشر الكاتب والصحافي رياض هويلي، الذي تقيم عائلته في المنطقة، نداء استغاثة يطالب فيه السلطات بالإسراع بإرسال مزيد من فرق الإطفاء والإنقاذ إلى المناطق الجبلية في الولاية.
تجدر الإشارة إلى أنّ المصلين أدّوا اليوم في مساجد الجزائر صلاة الغائب على ضحايا الحرائق الـ69، من مدنيين وعسكريين ومن عناصر فرق الدفاع المدني الذين قضوا في خلال محاولتهم إخماد الحرائق. كذلك أدّى مصلون في قطاع غزة والقدس المحتلة صلاة الغائب على هؤلاء الضحايا.