رغم التجاذبات والخلافات السياسية الكبيرة في اليمن، فإن مختلف المكونات اتحدت لنصرة الفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي مدمّر على قطاع غزة، وخرج اليمنيون بشكل متكرر في مسيرات ومظاهرات حاشدة بمختلف محافظات البلاد، سواء الواقعة تحت سلطة الحكومة أو جماعة الحوثيين.
يقول محمد أحمد إسماعيل، من مدينة تعز (جنوب غرب)، إنّ" القضية الفلسطينية تحظى باهتمام ودعم جميع اليمنيين من مختلف الأحزاب والجماعات. سواء كنت مؤيداً أو معارضاً لأي من أطراف الصراع، فإن غزة وحدت الجميع في دعم فلسطين ورفض جرائم الاحتلال المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. هذا الموقف ليس جديداً، فاليمنيون يناصرون القضية الفلسطينية منذ عقود، ولا يوجد بينهم أي مؤيد للتطبيع مع الاحتلال".
فلسطين قضية مركزية لليمنيين
ويرى الإعلامي عبد الفتاح جميل، من مدينة عدن (جنوب)، أن "فلسطين قضية مركزية بالنسبة لليمنيين، وهي من وجهة نظر كثيرين أهم من قضاياهم. يمكن للقضايا الأخرى أن تؤجل، بينما قضية فلسطين لا يختلف على أحقية الدفاع عنها أحد. مهما اختلفت توجهات اليمنيين أو مذاهبهم الدينية أو مناطقهم، تظل فلسطين قضية مركزية، ويبقى الدفاع عنها واجبا إنسانيا ووطنيا وأخلاقيا وقيميا تعلمناه جيلاً عن جيل، ومهما عصفت بنا الأحداث، ومزقت نسيجنا الفتن والتبعيات الخارجية، نظل متفقين على أنها قضيتنا جميعاً".
ويقول الشاب فارس الشعري، من العاصمة صنعاء: "على مدى تسع سنوات من الحرب التي أسهمت في تمزيق النسيج الوطني والاجتماعي لم يتوحد اليمنيون (شمالاً وجنوبا) مثلما توحدوا إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية. يتمسك اليمنيون بالدفاع عن القضايا العربية المصيرية كالقضية الفلسطينية، لذلك لا غرابة في أن تجدهم متوحدين إزاءها، وهم يرون في المقاومة الخيار الوحيد لتحرير الأرض والإنسان، والحراك الشعبي المستمر في اليمن تجاه فلسطين له تاريخ قديم قدم النضال الفلسطيني، وهو موقف ثابت، وأكبر من الحزب أو الجماعة أو الطائفة".
ويقول الكاتب والمحلل السياسي، صدام الحريبي، من محافظة مأرب (وسط): "لا توجد قضية وحّدت مواقف اليمنيين بهذا الشكل مثل القضية الفلسطينية. اليمنيون يرون أن فلسطين قضيتهم، وتتجاوز حتى القضية اليمنية بالنسبة للبعض، بغض النظر عن التباين في توجهاتهم السياسية والأيديولوجية والقبلية، والمكونات السياسية اليمنية تحمل موقفاً واحداً في دعم القضية الفلسطينية رغم خلافاتها في كثير من الأمور. رغم حالة الفقر والظروف الصعبة التي يعيشها اليمنيون، تجد العديد منهم يبحثون عن أماكن التبرع لغزة، وتقديم ما يستطيعون من المال".
(الأناضول، العربي الجديد)