استمع إلى الملخص
- في عام 2024، نفذت قوات الاحتلال أكثر من 1000 اقتحام في محافظة طولكرم، مستهدفة المخيمات بشكل رئيسي، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 140 شخصًا وإصابة أكثر من 230 آخرين، وتعرض قائد لواء شمال الضفة لإصابة.
- تسببت الاقتحامات في دمار كبير للبنية التحتية، مع خسائر مالية تجاوزت 25 مليون دولار، دون تعويضات رسمية، مما دفع السكان للتفكير في نصب خيام للعيش فيها.
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيمي نور شمس وطولكرم، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وواصلت ارتكاب الانتهاكات فيهما على مدار نحو 40 ساعة، ما خلّف 9 شهداء، ودماراً واسعاً شمل منازل وخطوط المياه والكهرباء.
وتصاعدت الاقتحامات للمخيمين خلال العامين الماضيين، ما أدى إلى تضرر نحو 500 منزل وتدمير شامل في البنية التحتية، ليعيش السكان معاناة متفاقمة بفعل تراكم عمليات التدمير التي طاولت كل الخدمات الأساسية.
وحسب مركز المعلومات الفلسطيني "معطى"، فإن الاحتلال نفّذ خلال عام 2024، أكثر من 1000 اقتحام في محافظة طولكرم، وكانت غالبية الاقتحامات تستهدف المخيمين، وخلفت تلك الاقتحامات أكثر من 140 شهيداً، وأكثر من 230 جريحاً برصاص قوات الاحتلال.
وشهد الاقتحام الأخير مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، تخللها تفجير عبوات ناسفة أدت إلى إصابة قائد لواء شمال الضفة في جيش الاحتلال بجروح.
يقول نائب رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس، يوسف فنادقة، لـ"العربي الجديد": "دمر الاحتلال في اقتحامه الأخير للمخيم نحو 25 منشأة، بين منازل ومحال تجارية، والأضرار طاولت أكثر من 500 منزل خلال العامين الماضيين، 80 منزلاً منها بشكل كامل، والبقية مدمّرة بشكل جزئي، وبحاجة إلى إعادة تأهيل وإعمار. في البنية التحتية، تعمّدت جرّافات الاحتلال تخريب خطوط المياه، وإمدادات الصرف الصحي بشكل كامل، ما أدى إلى فيضان المياه العادمة في طرقات المخيم".
يضيف فنادقة: "أكثر من 70% من خطوط المياه دمّرت، ما يعني أن ذات النسبة من المنازل لا تصلها المياه، إضافة لاستهداف خزّانات مياه المنازل عبر إطلاق الرصاص عليها، ما أدى إلى انقطاع المياه عن المخيم منذ ثلاثة أيام، وإصلاح خطوط المياه وحده يستغرق شهراً على الأقل، كما جرّفت آليات الاحتلال الشارع الرئيسي للمخيم بعمق متر ونصف، وبات غير صالح للمشي عليه بالأقدام فضلاً عن المركبات. وبشكل متعمد، قطع جيش الاحتلال أسلاك الكهرباء المغذية لمنازل المخيم، ودمّر أكثر من 100 عمود كهرباء".
يتابع: "عندما تدخل الجرافات من نوع D9 إلى أزقة المخيم الضيقة التي لا تتسع لمركبة عادية، فإن جنبات الطرق ومحولات الكهرباء وأسلاكها تتلف بالكامل. تم استهداف محولات الكهرباء أكثر من 20 مرة، وكلما تم إصلاحها عادوا لتدميرها، وبعض الأضرار من الصعب إصلاحها أو استبدالها بسبب الكلفة المالية الكبيرة والوقت اللازم. تشير التقديرات الأولية إلى أن خسائر المخيم في البنية التحتية والمنازل والمنشآت التجارية تجاوزت 25 مليون دولار".
حول التعويضات المقرر دفعها من الجهات الرسمية، يقول فنادقة: "لا يوجد أي جهة مسؤولة عن تعويض الناس، ومن يدّعي ذلك فهو لا يوفي بوعوده. شخصياً، تم نسف بيتي بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول 2023، وتلقيت وعوداً بإعادة بنائه، لكن ذلك لم يتم بحجة أنه لا توجد إمكانيات، وعرضوا علينا استئجار منزل، والتكفل بدفع الإيجار، لكن منذ منتصف عام 2024، لم نتلق شيئاً، رغم أن عندي ابنا أسيرا في سجون الاحتلال، وآخر قدمه مبتورة بفعل عدوان الاحتلال، ونعيش في غرفة بلا أي خدمات. إن كانت الجهات المسؤولة لا تستطيع تقديم ألف شيكل (285 دولاراً) شهرياً، فكيف يمكنها إعادة بناء المنازل؟ يفكر أصحاب المنازل المدمرة في نصب خيام للعيش فيها".
في مخيم طولكرم، تعرّض نحو 30 منزلاً للخراب بفعل الحرق أو قصف طيران الاحتلال، أو آليات التجريف والهدم خلال الاقتحام الأخير. وتقول عضو لجنة الطوارئ بالمخيم، نادية عرسان، لـ"العربي الجديد": "إجمالي المنازل التي تعرّضت للدمار منذ نحو عامين يقارب 300 منزل، بين تدمير كلي وجزئي، ونحو 70% من منازل المخيم غير صالحة للسكن، حتى تلك التي لم تُصب مباشرة، فقد تعرضت لتشققات جعلتها غير آمنة، ورغم ذلك يحاول الناس البقاء في منازلهم بسبب عدم قدرتهم على دفع إيجار منازل أخرى، والمنازل المتضررة تغطّى نوافذها بأكياس النايلون المقدمة من جهاز الدفاع المدني".
تضيف عرسان: "ما حدث خلال الاجتياح الأخير لا يمكن وصفه؛ فالكهرباء انقطعت تماماً عن المخيم منذ اليوم الثاني للاقتحام، وجزء من المنازل خالية من سكانها بسبب تلك الأوضاع الصعبة التي تشمل الخوف على الأطفال والنساء وكبار السن، وعدم القدرة على التنقل، لذا يضطر الناس لترك بيوتهم والانتقال إلى منازل أقاربهم في المناطق المحيطة، وقد استغل الاحتلال فراغ المنازل ليقوم بحرقها. المخيم بحاجة إلى ملايين من أجل إعادة تأهيل ما دمره الاحتلال".