أعلنت وزارة البيئة العراقية تخصيص نحو 5 مليارات دينار عراقي لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم محافظات البلاد، محذرة من خطورة التلوث على حياة المواطنين.
ووفقاً لمدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في الوزارة صباح حسن الحسيني، فإن الوزارة "نجحت باستحصال موافقة مجلس الوزراء على تخصيص أربعة مليارات و929 مليون دينار عراقي (الدولار يساوي نحو 153 دينارا)، لإنجاز البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وفقاً للموازنة المعدة من قبل الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة"، وأوضح في تصريح أوردته صحيفة الصباح الرسمية، اليوم الأربعاء، أن "هذه الموازنة ستساهم بتنفيذ جميع الأنشطة والمشاريع المحددة ضمن البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي، بهدف حماية المواطنين والبيئة من خطره الذي يعد الأكثر تهديدا لحياة البشر".
وأضاف أن "خطط المركز مدرجة ضمن برنامج إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي، ويعد خطوة إيجابية ومهمة في طريق تعزيز الخطط الاستثمارية والعمرانية للنهوض بالاقتصاد الوطني على جميع الصعد"، معتبرا أن" قلة التخصيصات المالية هي المعوق الرئيس لعمل المركز بمجال إزالة التلوث الإشعاعي".
وأشار إلى أن "الخطة الوطنية لإزالة التلوث الإشعاعي حققت نسبا متقدمة، إذ تم بموجبها إعلان خلو محافظات البصرة وميسان والمثنى من التلوث الإشعاعي، بينما ستلحق بها قريبا محافظتا ذي قار والأنبار"، مؤكدا أن "أكثر المواقع تلوثا في البلاد والتي تحتاج إلى جهد كبير لإزالة التلوث هما موقعا عداي والجزيرة في الموصل، وكل منهما عبارة عن مطمر دفنت فيه مواد مشعة، وقد نقب فيه وبعثر محتوياته (داعش) عند سيطرته على المدينة".
وأكد أن "المركز وبالتنسيق مع المنظمات الدولية، نجح بإحاطة التلوث ضمن الموقعين المذكورين وإدراجهما ضمن الخطة الوطنية لإزالة التلوث"، متوقعا "بدء العمل فيهما خلال 2024، بينما ستستغرق أعمال إزالة التلوث أربعة إلى ستة أشهر، ليكونا آخر المواقع التي يزال التلوث منها".
ولا توجد نسب معلنة للتلوث الإشعاعي في العراق، إلا أن تصريحات سابقة لوزارة البيئة ولمختصين تؤكد أن الملف يعد من الملفات الصعبة، حيث إن هناك إشعاعات تتعرض لها محافظات عراقية، ناتجة عن الحروب السابقة ومخلفاتها، وأن لها تأثيرات خطيرة على البيئة العراقية، وقد وضعت وزارة البيئة في العام الماضي خطة وطنية لإزالة التلوث الإشعاعي، إلا أن قلة التخصيصات المالية حالت دون إنجازها.
وكانت المحافظات العراقية قد أنشأت مواقع طمر خاصة للمخلفات الحربية الملوثة بالإشعاع في مناطق صحراوية، وقامت فرق من مركز الوقاية من الإشعاع بنقل المخلفات الحربية الملوثة بالإشعاع إليها بالتعاون مع وزارتي البيئة والعلوم والتكنولوجيا.
والشهر الفائت أعلنت جهات عراقية مختصة بالعمل البيئي العثور على 21 قطعة ملوثة باليورانيوم، كانت قد سرقت من محجر خاص بالمخلفات الحربية في محافظة ذي قار، جنوبا، مؤكدة التحفظ عليها وتنفيذ مسوحات في عموم المحافظة لمنع التلوث الإشعاعي.