تعدّ الدمى أكثر الألعاب شيوعاً لدى الفتيات. والعديد من هذه الدمى التي يتمّ تسويقها لها أجسام نحيفة وصدر كبير وخصر نحيف. وعلى الرغم من تعرض دمى "باربي" للكثير من الانتقادات في هذا المجال، نجت دمى أخرى لها أشكال مبالغ فيها أيضاً، منها دمى Monster High. ففي حال تحويل الأخيرة إلى أجساد بشرية، فإن مؤشر كتلة الجسم لديها سيكون أقل من 10. وعلى الرغم من أنه يمكن للأهل العثور على دمى ذات أبعاد أكثر واقعية وتشبه الأطفال، إلا أن دمى باربي تبقى الأكثر مبيعاً في العالم، بحسب موقع "سايكولوجي توداي".
ويفيد بحث جديد نشر في مجلة Body Image، حول كيفية تأثير اللعب بالدمى النحيفة والرقيقة بالمقارنة مع تلك الأكثر واقعية مثل دمى "دورا" و"لوتي"، وخصوصاً لناحية تصور الفتيات عن شكل الجسم المثالي. ولسوء الحظ، فإن اللعب بالدمى الواقعية لم يبطل تلك الآثار السلبية.
والصراعات الداخلية المتعلقة بصورة الجسد شائعة بين الفتيات في سن ما قبل المراهقة، وقد تؤدي إلى اضطرابات في الأكل وإلى الاكتئاب. هنا، يناقش مؤلفو هذا البحث الجديد بأن الفترة من 6 إلى 11 عاماً تعد أساسية عندما يتعلق الأمر بتكوين الصورة عن الجسد. خلال هذا الوقت، قد تبدأ الفتيات بتخزين صورة الجسم النحيف للغاية وغير الواقعي. وهذه هي المرحلة العمرية التي غالباً ما تبدأ فيها الفتيات بالشعور بتأثير تسليع أجساد النساء. والفتيات اللواتي يبدأن في رؤية أجسادهن من هذا المنظور، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في مرحلة المراهقة. صور أجساد النساء هذه التي تتداولها وسائل الإعلام على أنواعها قد ترسم صورة الجمال بالنسبة للفتيات بالنحافة المفرطة وما إلى ذلك، وتجعلهن راغبات في تحقيق هذا الهدف المثالي، وخصوصاً عندما يقترن هذا الجسم المثالي بصور الثروة والسعادة والنجاح.
في هذا الإطار، يمكن للدمى أن تكون جزءاً من وسائل الإعلام القادرة على التأثير على صورة جسد الفتيات. وفي إحدى الدراسات، لاحظ الباحثون أن تأثير اللعب بالدمى مثل "باربي" أكبر من اللعب بتلك الأقرب إلى الواقعية، وتصير الفتيات أكثر ميلاً إلى اختيار الجسم المثالي.
ويتوجب على الأهل توجيه الأطفال بعيداً عن الدمى الشديدة النحافة واللعب بتلك الأكثر واقعية. مهمة قد تبدو صعبة؛ فالعديد من الصغار يظهرون بالفعل تفضيلاً للدمى النحيفة، وخصوصاً أنّ صورة الجسد للفتيات تبدأ في التشكل مبكراً. وهذه الصورة تتكون من أفراد الأسرة، وأقرانهن، ووسائل الإعلام. لذلك، يمكن لخطوة صغيرة في تغيير المحتوى أن تحدث فرقاً.