انطلقت في كوبنهاغن، مساء أمس الاثنين، دوريات دراجات نارية لنادٍ جديد (موجو إ م سي) لمسلمي ويهود البلد، بقصد حراسة مقابر الطرفين، بعد سلسلة من أعمال التخريب التي طاولتها على يد الحركة النازية الجديدة.
وتأسّس نادي الدراجات النارية، في العام الماضي، ليشكّل لأول مرة عملاً مشتركاً بين مواطنين من خلفيتين يهودية ومسلمة، بحسب بيان صحافي عن النادي الذي يضمّ أطباء ومدرّسين في جامعة كوبنهاغن. ويرتدي الأعضاء سترات جلدية موحدة، تشير إلى اسم النادي، مع وجود ما يشبه كفّ يد (هو أقرب إلى ما يُعرف لدى بعض العرب والمسلمين باسم كفّ فاطمة أو مريم).
وفي وقت متأخّر من ليلة أمس، خرجت الدورية الأولى للنادي، إلى مقبرة "فيتسر كيكرغورد" في كوبنهاغن، التي تضمّ رفات يهود ومسلمين، والتي تعرّضت مع غيرها من المقابر، خلال الأعوام الماضية، لتخريب متعمّد من قبل نازيين وعنصريين. وحُكم بالسجن، الشهر الماضي، على شخصين ينتميان للجماعة النازية السرية (نورد فرونت) في البلد، وهما من مدينة "راندس"، وسط غرب، بعد تخريبهما 84 قبراً يهودياً.
ويشير أعضاء النادي إلى أنّهم سيقومون بدوريات لحراسة مقابر، تضمّ رفات الطرفين في ذكرى ما يُعرف بـ"ليلة الكريستال"، والمعروفة بمهاجمة أملاك ومتاجر اليهود، بتحريض من الحزب النازي في ألمانيا قبل 82 سنة. وتوسّعت العملية لتشمل مناصرين للنازية في دول الجوار، منذرة بما آلت إليه ملاحقة الأقليات في أوروبا.
ويأتي هذا التعاون المشترك، على خلفية شعور المسلمين بشكل متزايد، بما تُطلق عليه الصحافة "حملة تشويه وتحريض"، من قبل اليمين المتشدّد، على خلفية عمليات القتل التي شهدتها دول أوروبية، بعد أزمة الرسوم الكاريكاتورية بين فرنسا والمسلمين. ولطالما التقى الطرفان على قضايا تخصّهما، ومن بينها الذبح الحلال والختان، حيث جرى إسقاط مقترح تشريع في فترة سابقة من العام الحالي، لمنع الختان، ما اعتبره اليهود ضرباً في صميم وجودهم في البلد (وهم نحو 5 إلى 6 آلاف، ولديهم نفوذ إعلامي وسياسي أسّسته أسرة ميلكور المعروفة في البلد، منذ أكثر من 200 سنة، بعد الهجرة من ألمانيا وتقرّبها من القصر الملكي). وتبيّن لاحقاً أنّ أئمة اتفقوا مع شخصيات يهودية للتصدي لمنع الختان، مثلما أُسقط سابقاً تشريع منع اللحوم الحلال في رياض الأطفال وبيعها في عموم البلاد، رغم أنّ الدنمارك تُعتبر مصدراً كبيراً في مجال الدواجن الحلال، لدول عربية ومسلمة.
ويُذكر أنّ النادي الجديد، تأسّس بمبادرة من الطبيب المسلم، سهيل أصغر، والأستاذ الجامعي اليهودي في كوبنهاغن، دان ميرويتش، حيث نقلت وسائل الإعلام المحلية عنهما، أنّ ناديهما يهدف إلى "إثبات أنّ المسلمين واليهود والأقليات العرقية والدينية الأخرى، يمكنهم المشاركة في الأنشطة القائمة على التفاهم المتبادل والحوار والعمل الجماعي، والدراجات النارية من بينها".