السعودية تستأنف منح تأشيرات العمرة للسوريين بشروط

استأنفت السلطات السعودية منح تأشيرة العمرة للسوريين، وفق ضوابط وشروط معينة، وذلك بعد توقف دام أياماً، بسبب مخالفة عدد من المعتمرين القوانين.
 وذكر عضو غرفة سياحة دمشق، محمد البني، أن السلطات السعودية اشترطت مقابل استئناف منح التأشيرات الاعتماد فقط على المكاتب والشركات السياحية المرخصة والمعتمدة في سورية، وإرفاق طلب التأشيرة الخاص بالعمرة بتعهد خطي وكفالة مالية وقانونية، إضافة إلى وجود كفيل في حال كان الراغب بالعمرة سوف ينزل لدى أحد أقربائه، وليس في فندق.
وأضاف البني لموقع "أثر" المحلي الموالي للنظام، أنه في حال كان المعتمر يرغب بحجز برنامج عمرة كامل عبر الشركة، فلا حاجة لطلب الكفيل، لكنه بالمقابل يلتزم بالإقامة في الفندق المحدد وبالبرنامج بشكل كامل، مشيراً إلى اختصار برامج العمرة حالياً، إلى 30 يوماً فقط، بسبب قرب موسم الحج.
وتحدث البني عن دور وزارة السياحة لدى النظام السوري في "ضبط المكاتب غير المرخصة والدخلاء على المهنة الذين أضروا بسمعة المعتمرين السوريين، وبالأخص مكاتب منطقة القدم قرب دمشق".
ودعا البني إلى تعاون أكبر بين الجهات المعنية في سورية ووزارة الحج السعودية لاستكمال اعتمادات المكاتب المرخصة في البلاد "كي يصبح كامل العمل المتعلق بالعمرة من استصدار تأشيرات وتصديق الجوازات وغيره سورياً بالكامل"، معتبراً أن الدخلاء على المهنة هم ممن يقيمون خارج البلاد، وهو ما يناقض قوله السابق بأن المكاتب المخالفة موجودة داخل سورية، وفي منطقة القدم على وجه الخصوص.

ما سبب وقف إصدار تأشيرات العمرة للسوريين؟

وكانت السعودية قد أوقفت في 28 فبراير/ شباط الماضي منح تأشيرات العمرة لحاملي جواز السفر السوري، بسبب كثرة أعداد المتخلفين من المعتمرين السوريين، سواء للمقيمين في سورية أم خارجها، وفق مكاتب سياحية في سورية ودول مجاورة، باستثناء السوريين الحاصلين على جنسيات أخرى الذين ظل بإمكانهم التقدم بطلب فيزا العمرة، على اعتبارهم مواطني دول أخرى.
وقال حمود الريس من أحد مكاتب السياحة التي توفر تأشيرات للسوريين الراغبين بأداء مناسك العمرة في إسطنبول لـ "العربي الجديد" ان الإيقاف المتكرر من جانب السلطات السعودية لمنح التأشيرات للمعتمرين السوريين سببه مخالفة بعضهم القوانين السعودية التي تحدد فترة الإقامة في السعودية، ويتم تجاوز هذه الفترة من جانب البعض، بهدف البحث عن فرص عمل في السعودية.

وقدر الريس أن هناك أكثر من 15 ألف مخالف سوري في السعودية وفق بعض التقديرات، مشيراً إلى أن إيقاف منح التأشيرات لم يقتصر على حاملي الجنسية السورية فقط، بل اليمنية والأفغانية أيضاً.
ولا تصرح وزارة الحج والعمرة أو الخارجية السعودية عادة عن قرارات إيقاف منح التأشيرات، وتكتفي بالتعميم على المكاتب المعتمدة لديها بإيقاف استقبال جوازات السفر من جنسيات محددة، والتي بدورها تبلغ المكاتب الفرعية والسياحية خارج السعودية.
وكانت السلطات السعودية قد حددت العام الماضي بشكل غير معلن عدد تأشيرات العمرة للسوريين، بغض النظر عن مكان إقامتهم بـ 15 ألف تأشيرة شهرياً، وتم تحديد مدة الإقامة للحاصلين على التأشيرة من داخل سورية بما لا يتجاوز 30 يوماً، وتصل إلى 90 يوماً للحاصلين عليها من خارج سورية.
 وفي سياق متصل، ذكرت لجنة الحج العليا السورية التابعة للمعارضة أنه لم يجر الإعلان عن بدء التسجيل لأداء فريضة الحج لهذا العام في أي مكتب من مكاتبها المعروفة حتى الآن.
ودعت اللجنة في موقعها على "فيسبوك" قبل 4 أيام الحجاج لتجنب دفع أي مبالغ مالية أو تسليم جوازات السفر لمكاتب تزعم أنها لتسجيل الحجاج السوريين، لعدم الوقوع في عمليات نصب واحتيال.

قضايا وناس

التحديثات الحية

ملف الحجاج السوريين بين المعارضة والنظام السوري

وكان سفير النظام السوري في الرياض، أيمن سوسان، قد تحدث في 5 فبراير/ شباط الماضي عن "اتفاق مرتقب وحل نهائي" ستستعيد بموجبه وزارة الأوقاف التابعة للنظام تنظيم الحج من المعارضة السورية، بعد 12 عاماً من الاستبعاد من جانب السلطات السعودية. غير أن لجنة الحج العليا التابعة للمعارضة نفت ذلك، وقالت إن الجهة التي سوف تتسلم ملف تنظيم الحج للسوريين ما زالت غير معروفة حتى اليوم، ولم يصدر عن الجهات السعودية أي إعلان بهذا الشأن، على الرغم من خطوات التقارب بين الرياض ونظام الأسد، وإعلان سفارة النظام السوري في العاصمة السعودية الرياض مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن استئناف أعمالها القنصلية بعد قطيعة دبلوماسية دامت أكثر من 11 عاماً بين البلدين.