عثرت السلطات العراقية على مقبرة جماعية جديدة في محافظة نينوى، شمالي البلاد، التي تعرضت للاجتياح صيف العام 2014 على يد تنظيم "داعش" الإرهابي، أعقبتها معارك استعادة السيطرة عليها التي استمرت سنوات عدة، مؤكدة أن المقبرة ضمت رفات 75 شخصا معظمهم عناصر أمن.
وعلى الرغم من انتهاء سيطرة "داعش" منذ أكثر من 6 سنوات، إلا أن مسلسل المقابر الجماعية لم ينته بعد، ففي وقت ما زال آلاف العراقيين مفقودين في الموصل وغيرها، تعلن الحكومة بين فترة وأخرى العثور على مقابر جماعية جديدة.
واليوم الخميس، ووفقا لرئيس مؤسسة الشهداء عبد الإله النائلي، فإن "دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية التابعة للمؤسسة شكلت فريقا مشتركا مع دائرة الطب العدلي في وزارة الصحة، وبإشراف من اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، من أجل تنفيذ عملية فتح وتنقيب مقبرة جماعية في منطقة الزغروتية بناحية حمام العليل في الموصل لضحايا تم إعدامهم من قبل داعش"، مبينا في تصريح صحافي لصحيفة الصباح الرسمية أن "المقبرة مكونة من موقعين، وتضم رفات 75 شخصا من الضحايا، معظمهم من القوات الأمنية".
وأضاف: "كما تم العثور على عشرات الأدلة التي تثبت ضلوع العصابات الإرهابية في الجريمة، لأجل عرضها على المجتمع الدولي، كونها تمثل جريمة إبادة جماعية"، مشيرا إلى أن "الفريق، ووفقاً للسياقات القانونية والفنية، سلم الرفات المرفوع من المواقع المفتوحة إلى دائرة الطب العدلي، بموجب محاضر تسليم أصولية بهدف إجراء الفحوصات المخبرية وأخذ النماذج العظمية منها، ومن ثم مطابقتها مع عينات الدم تمهيداً لتحديد هوية الضحايا، ومن ثم إعادتهم إلى ذويهم، إلى جانب إحالة جميع الأوراق التحقيقية والملفات القانونية الخاصة بالمواقع والرفات المرفوع إلى المحكمة المختصة".
مسؤول محلي في الحكومة المحلية للموصل أكد وجود عشرات البلاغات عن مقابر جماعية لم تفتح بعد، مبينا لـ"العربي الجديد"، ومشترطا عدم ذكر اسمه، أن "الملف ما زال مهملا، وأن الإجراءات الحكومية ضعيفة رغم وجود البلاغات"، مشيرا إلى أن "بعض تلك المقابر ليست في مناطق نفوذ داعش".
وحمل الحكومة المركزية "مسؤولية الملف، وأن يجرى العمل على الانتهاء منه بأسرع وقت ممكن، ومعرفة مصير المفقودين".
وتعرضت الحكومات العراقية المتتابعة بعد العام 2014 إلى انتقادات كبيرة من قبل ذوي الضحايا، ومن قبل منظمات معنية بحقوق الإنسان، بسبب إهمال الملف، وعدم السعي لفتح المقابر وتحديد هويات الضحايا، رغم المناشدات الكثيرة التي أطلقها ذووهم.
ويضم العراق أكثر من 200 مقبرة جماعية، أغلبها في مدينة الموصل، وقد تمكنت السلطات من فتح نحو نصف تلك المقابر، التي يعود بعضها لصفحة الإرهاب وجرائم "داعش".