الشهيد بكير حشاش... مقاوم فلسطيني رحل مبكراً

نابلس

سامر خويرة

سامر خويرة
10 يناير 2022
بالهتافات والرصاص الحي شيع مخيم بلاطة الشهيد باكير حشاش
+ الخط -

لا تزال الفلسطينية صابرة حشاش، تتذكر صوت الرصاص الذي سمعته فجر الخميس الماضي، وكيف أنها أدركت بغريزة الأمومة، أن أمراً أصاب نجلها بكير حشاش (21 سنة) الذي ولد وترعرع في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس.
كانت الساعة تشير إلى الثانية من فجر الخميس 6 يناير/كانون الثاني، وقبلها بساعة واحدة استيقظ بكير على اتصال من صديق له، يبلغه فيه أن قوات الاحتلال تقترب من المنطقة الشرقية لنابلس. حاولت والدته ثنيه عن الخروج، لكنه أبلغها أنه سيذهب للسهر مع أصدقائه، ومتابعة الاقتحام من بعيد.
تقول السيدة صابرة لـ"العربي الجديد": "قبل خروج بكير أوصاني أن أتناول الدواء، واتصل بي بعد دقائق ليكرر ذلك، وكأنه كان لدينا إحساس مشترك بأننا لن نلتقي مجددا، لذلك فور سماعي صوت الرصاص تيقنت من إحساسي".
تجاوزت أم الشهيد بكير الستين من عمرها، وقد عاشت ألم الفقد قبل نحو خمسة عشر عاماً حين وفاة زوجها، وحينها كان بكير لا يزال طفلاً في السادسة، وهو ما جعلها توليه اهتماما أكبر، ولأنها كانت تخاف عليه من مواجهة اقتحامات الاحتلال، فقد اقترحت عليه مراراً أن تزوجه، لكن رده المكرر كان: "أنا بدي استشهد".

تقول الأم وهي تبكي: "شو بدي (ماذا أريد) أحلى من هيك (هكذا) عرس، زفته فلسطين كلها، هو الآن في جنات النعيم، هذا كان اختياره، وأمنيته التي حققها الله له".

وخلال انتفاضة الأقصى الثانية في عام 2004، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عم بكير، الشهيد يوسف حشاش، كما اعتقل في فترات متفاوتة معظم أعمامه وأشقائه، وعايش الاقتحامات المتواصلة لمخيم بلاطة، وما كان يرافقها من مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال، ما انعكس على تشكيل شخصيته الرافضة للظلم.


ويقول محمود حشاش، شقيق بكير الذي يكبره بعدة أعوام، لـ"العربي الجديد": "كان أخي جريئاً في مواجهة الاحتلال، ولا يهاب من مقاومته بالرصاص، حتى بات مطلوباً، وكان مطارداً منذ عدة أشهر. اتصل ببكير ضابط إسرائيلي عدة مرات، وطلب منه أن يسلم نفسه، لكنه كان يرفض، فهدده الضابط بأنه سيقتله، لذلك فإن ما جرى عملية اغتيال مدبرة". ويشرح محمود: "يبدو أن الاحتلال نصب كميناً بعد أن أوحى للشبان أنه يهدف من اقتحامه اعتقال أحد الشبان في منطقة قريبة من مدخل مخيم بلاطة الشمالي، لكنه وضع القناصة على أسطح البنايات المجاورة، وما إن أطل أخي بسلاحه حتى بادره أحدهم برصاصة قاتلة تسببت باستشهاده على الفور".

ويضيف: "جيش الاحتلال أوقف عمي بشير حشاش، على حاجز عسكري قرب مدينة نابلس، في مساء يوم الحادثة، خلال عودته من عمله في مدينة رام الله، وطلبوا منه أن يبلغ أخي بكير بضرورة أن يسلم نفسه، وإلا قتلوه، وهو ما كان فعلاً".
ويقول محمود: "كان بكير شهماً، وخدوماً، وتربطه علاقة طيبة بكل الجيران، ومشاركة كل أبناء مخيم بلاطة في وداعه خير دليل على هذا. صحيح أنه رحل مبكراً، لكن يكفينا أنه كان بطلاً، وسيظل بطلاً في عيون الجميع. كنا نستعد للمشاركة في استقبال أسير من أبناء المخيم أمضى خمسة عشر عاماً في سجون الاحتلال، وقد جهز بكير جعبته وسلاحه لهذا الغرض، غير أن الأقدار شاءت أن يصل الأسير المحرر إلى مخيم بلاطة خلال جنازته، ويشارك في وداعه".

ذات صلة

الصورة
يعاني نادي اتحاد أبناء سخنين في فلسطين المحتلة من الاعتداءات ضد جماهيره (العربي الجديد/Getty)

رياضة

لم يقف تطرّف الاحتلال الإسرائيلي عند حرب الإبادة ومجازره التي يرتكبها منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي، إذ تعرّضت جماهير نادي اتحاد أبناء سخنين لاعتداء.

الصورة
دجاني غادر فريق أياكس (العربي الجديد/فيسبوك/Getty)

رياضة

اضطُر المدرب الفلسطيني محمد دجاني (31 عاماً) لفسخ عقده مع نادي أياكس أمستردام الهولندي، بعد تلقيّه إخطاراً من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

الصورة
الطفلة بيسان من غزة في مطار دلاس، فيرجينيا 31 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

وصلت الطفلة الفلسطينية بيلسان، مساء اليوم السبت إلى مطار دالاس بولاية فيرجينيا الأميركية في رحلة لتلقي العلاج بعد أن بتر جيش الاحتلال قدمها في قطاع غزة.
الصورة
اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين، رام الله (العربي الجديد)

مجتمع

للسابع والعشرين من أغسطس/ آب من كل عام خصوصيته لدى عائلة الشهيد صالح البرغوثي، فهو اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين
المساهمون