لم يكشف مسؤولو الصحة الصينيون، اليوم السبت، عن أيّ مؤشر يدلّ على تخفيف ما للقيود الخاصة بأزمة كورونا الوبائية، وذلك بعد أيام عدّة من التكهنات حول قيام الحكومة بدراسة إجراء تغييرات على سياسة "صفر كوفيد"، التي عرقلت النموّ الاقتصادي وعطّلت الحياة اليومية في البلاد.
وقال هؤلاء المسؤولون في مؤتمر صحافي إنّهم ملتزمون "بشدّة" بالسياسة التي تسعى إلى منع وصول الحالات إلى الصين ووقف حالات تفشّي مرض كوفيد-19 فور تسجيلها. ولم يكن الإعلان مفاجئاً، ولا تُستبعد إمكانية إجراء مباحثات خلف الأبواب المغلقة، لكنّه لم يكن تأكيدا رسميا، ويتوقّع معظم المحللين أنّ أيّ تغيير سوف يأتي تدريجياً وأنّه من غير المرجّح حدوث تخفيف كبير حتى العام المقبل.
وكانت التكهّنات في أسواق الأسهم بالصين قد ارتفعت هذا الأسبوع، مع تعلّق المستثمرين والجمهور بأيّ تلميحات للتغيير المحتمل. وغذّت وفاة طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، في مجمّع سكني خاضع للحجر الصحي، الاستياء المتزايد إزاء الضوابط الصينية لمكافحة فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) والتي تتعارض بشكل متزايد مع المعتمد في بقية أنحاء العالم.
وحتى اليوم، ما زال المسافرون جميعاً، الذين يصلون إلى الصين، ملزمون بالخضوع لحجر صحي في فندق مدّة تتراوح ما بين سبعة وعشرة أيام. كذلك يصطفّ الصينيون مرّات عدّة أسبوعياً للخضوع لاختبار كورونا في أكشاك خارجية، وذلك بهدف تلبية شرط الحصول على نتيجة سالبة كلّ 72 ساعة، للتمكّن من دخول المباني الحكومية ومراكز التسوّق والمطاعم والمتنزّهات والأماكن العامة الأخرى.
وقد أقرّت تيو جيا، مسؤولة في لجنة الصحة الوطنية، بوجود شكاوى في بعض المدن حول تطبيق سياسة "صفر كوفيد"، مشيرة إلى أنّ السلطات المحلية بحاجة إلى الموازنة ما بين الوقاية من الوباء وبين التنمية الاقتصادية. وقالت: "يتوجّب علينا تطبيق إجراءات الوقاية والسيطرة بحزم وحسم وبطريقة علمية ودقيقة، وأن نتخلّى عن التبسيط والاعتقاد بأنّ ما يناسب منطقة قد يناسب كلّ المناطق، وفرض التدابير المحلية المفرطة".
يُذكر أنّ حالات تفشّي المرض المتفرّقة في كلّ أنحاء البلاد تستمرّ في دفع السلطات الصينية إلى فرض قيود على السفر وعمليات الإغلاق. وفي المؤتمر الصحافي، أفاد أحد المسؤولين بأنّ ثمّة حاجة إلى رفع معدّل تحصين الأشخاص الذين تجاوزوا 80 عاماً بلقاحات مضادة لكوفيد-19. يُذكر أنّ الصين لا تفرض إلزامية اللقاح.
وأوضح مسؤول صحي آخر أنّ 90 في المائة من السكان تلقّوا لقاحاتهم كاملة، بما في ذلك 86 في المائة ممّن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً. لكنّه لم يعلن الإحصاءات الخاصة بالذين تجاوزوا الثمانين.
من جهة أخرى، صرّح المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي قام بزيارة إلى بكين استغرقت يوماً واحداً أمس الجمعة، بأنّ الصين وافقت على لقاح "فايزر-بيونتك" مضاد لكوفيد-19 طوّرته ألمانيا للأجانب، وأعرب عن أمله بتوسيع نطاق استخدامه ليشمل الصينيين. لكنّه لم يتّضح متى سوف تُصدر بكين موافقتها، علماً أنّها لم تصرّح حتى الآن إلا باستخدام اللقاحات محلية الصنع فقط، على الرغم من أنّها تستخدم تقنية قديمة أثبتت أنّها أقلّ فعالية في منع انتشار المرض مقارنة بلقاحات أخرى، لا سيّما "فايزر-بيونتك" و"موديرنا".
(أسوشييتد برس)