أقرّت السلطات العراقية عقوبات مالية على أصحاب السيارات والدراجات النارية، التي تظهر كتابات أو ملصقات عليها، تخلّ بالذوق العام وتحرّض على العنف، وسط دعوات لعدم التهاون في المحاسبة القانونية لمرتكبي هذه الظاهرة لتأثيراتها السلبية على المجتمع.
وأخيراً، اتسعت بشكل لافت ظاهرة كتابة العبارات المختلفة على السيارات في عموم المحافظات العراقية، وخاصة من قبل الشباب، لا سيما سائقي سيارات الأجرة والباصات، والدراجات، أو ما تسمى بـ"التك تك"، الأمر الذي اعتبر "ظاهرة غير لائقة وتتجافى مع الذوق العام".
وزارة الداخلية العراقية أكّدت، في بيان لها الأربعاء، أنّ "مديرية المرور وجّهت بفرض غرامة بـ100 ألف دينار عراقي (نحو 70 دولاراً) تُفرض على كل صاحب سيارة أو دراجة نارية وضع الملصقات المسيئة للذوق العام، أو التي تحرّض على العنف والانتحار". وأضافت أنّ "المديرية وجّهت أيضاً بفرض 50 ألف دينار (نحو 35 دولاراً)، غرامة على كل من يضع ملصقات الزينة والإعلان والكتابة أو الرسم على زجاج العجلة".
وأضافت وزارة الداخلية أنّ "مديرية المرور دعت السائقين إلى تجنّب وضع الملصقات، كونها بالدرجة الأولى إساءة للذوق العام، وتشتّت انتباه السائقين، وهي مخالفة مرورية يُحاسب عليها القانون".
ويؤكّد مسؤولون أنّ شكاوى كثيرة ترد بشأن تلك الملصقات والكتابات، التي أصبحت مسيئة جداً، وخارجة أحياناً عن حدود الأخلاق، ما دفع الجهات المسؤولة لفرض العقوبات للحدّ منها، فضلاً عن كونها مخالفات قانونية.
وقال المقدّم في مديرية مرور بغداد، هادي الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الملصقات والكتابات أصبحت ظاهرة متفشيّة بكثرة، وقد رصدتها مديرية المرور وأكّدت عليها شكاوى المواطنين، كما أنها تسبّبت بحوادث كثيرة، كونها تشتّت فكر السائقين الآخرين، وتؤثّر على تركيزهم".
وأكّد أنّ "التوجيهات صدرت بتنفيذ العقوبة، وستتم ملاحقة كل المخالفين، وفرض غرامات عليهم"، داعياً جميع أصحاب السيارات إلى "تجنب وضع تلك الملصقات، ورفعها بأسرع وقت تجنباً للغرامات المالية".
وتنوّعت الملصقات على السيارات، ومنها صور لشاب على حبل مشنقة، وأخرى لفتاة تطلق الرصاص على شاب، ومنها أيضاً كرة صغيرة تحطّم زجاج السيارة، فضلاً عن الكتابات الغزلية، والأشعار غير اللائقة، وما إلى ذلك.
مختصّون في الشأن المجتمعي حذّروا من انتشار هذه الظاهرة، مؤكّدين أنه في حال عدم منعها ستكون هناك تأثيرات سلبية لها على المجتمع.
وقال الباحث في الشأن المجتمعي العراقي، مازن العبودي، لـ"العربي الجديد": "يجب التعامل بشدة مع أصحاب السيارات ممّن يضعون تلك الملصقات، وأن لا يكون هناك أي تهاون بفرض العقوبات عليهم". وأضاف أنّ "الظاهرة تخطّت كلّ حدود الذوق والأخلاق، سيما أننا نقرأ على السيارات عبارات مسيئة للأدب وخادشة للحياء، وصوراً وملصقات غير مقبولة".
وأكّد أنه "في حال عدم وضع حدّ لهذه الظاهرة، ومحاسبة مرتكبيها بشدّة، فإنه سيكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على المجتمع"، مؤكداً على "أهمية أن يكون هناك حملات توعية ثقافية للحدّ من الظاهرة، فضلاً عن العقوبات والغرامات المالية".