أعلنت وزارة البيئة العراقية وضع خطط لتوسيع مشاريع زراعة النخيل في البلاد، مؤكدة أن الخطط تهدف إلى تقليل الاحتباس الحراري والتصحر الذي يعاني منه البلد.
ووفقاً للمدير العام للدائرة الفنية في الوزارة، عيسى الفياض، قال إن وزارته "تسعى لتوسيع زراعة النخيل بالطرق الحديثة، حيث تتم زراعة فسائل النخيل التي يصل وزنها إلى ما بين 3 إلى 5 كيلوغرامات، ونعمل على فصلها عن الأم وغرسها بالأرض، حتى تبدأ بالتجذر. أما الجزء المقطوع، فسيوضع في السنادين (علب بلاستيكية صغيرة)، وهي طريقة تفيد تكثير الفسائل وتوسيع مساحات زراعتها".
يعاني العراق من اتساع مشكلة التصحر الذي بات يهدد 55 بالمائة من مساحة البلد.
وأشار في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إلى أن "الطريقة التقليدية لزراعة النخيل هي غرس الفسيلة بالأرض بعد أن يصل وزنها إلى 15 كيلوغراماً، وهي تحتاج لمدة سنتين حتى تصل إلى هذا الوزن، حيث تقطع من الأم وتتحول إلى الأرض، وبعد ذلك تحتاج الفسيلة حتى تنمو وتبدأ بإنتاج التمور إلى ما بين 4 إلى 5 سنوات"، مؤكداً أن "الطريقة الحديثة تختصر الوقت والكلف المادية".
وأكد أن "وزارة البيئة لديها خطط لزراعة الأراضي الهشة، التي تعرضت للهجرة من قبل سكانها، وكذلك زراعتها في الأهوار، ونحتاج إلى دعم حكومي"، موضحاً أن "أهم الوسائل الضرورية لإنجاح الزراعة في العراق، وهو رفع مستوى الوعي لدى الفلاحين بكيفية السقي الحديث واستخدام الأسمدة، وهذا يحتاج إلى مرشدين مجانيين في عموم العراق".
وأشار إلى أن "غابات النخيل لها دور مهم في تقليل الاحتباس الحراري، حيث إن زراعة النخيل ستخدم العراق باتفاقية باريس"، مؤكداً "بدء العمل فعلياً بتطبيق زراعة النخيل بالطرق الحديثة، ولدينا حالياً مشروعان ناجحان للتمور ذات الأصناف الجيدة، الأول هو مشروع مزرعة فدك الذي تشرف عليه العتبة الحسينية في كربلاء جنوبي العراق، ويضم 30 ألف نخلة على مساحة ألف دونم. أما المشروع الثاني، فهو مزارع نذير للبرحي بمحافظة ديالى، وهي مزارع خاصة مملوكة لمزارعين".
ولفت إلى أن "طريقة السنادين جُرِّبَت في مزارع ديالى، حيث لدينا 5 آلاف نخلة، وبذلك سنحافظ على التمور وكيفية تسويقها ومعالجتها"، موضحاً أن "الوزارة ستبدأ بمناقشة مشروع زراعة النخيل مع المحافظات والمنظمات الدولية لتوسيعها أولاً، ولكي نطلع على الخبرات، ومعرفة الكلف المالية، إضافة إلى الحصول على الدعم الدولي للمباشرة بالمشروع".
ولا تنحصر زراعة النخيل بالطرق الحديثة في ديالى وكربلاء، بل توجد مزارع أخرى، لكن أقل حجماً، في أطراف بغداد ومحافظات بابل والنجف، والأنبار وغيرها.
من جهته، أكد الخبير البيئي، برهان الفتلاوي، أن "الطريقة الحديثة في تكثير فسائل النخيل المجذرة أثبتت نجاحاً واسعاً في السنوات الأخيرة بالعراق"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "هذه الطرق الحديثة أسهمت باتساع كبير لزراعة النخيل، ولدينا الآن مزارع بمساحات واسعة، ولها تأثيرات إيجابية لمنع التصحر والاحتباس الحراري".
وأكد أن "الإقبال على زراعة النخيل يعود لأسباب عدة، من أهمها أن النخيل بعدما ينمو وتمر عليه 3 سنوات أو أكثر تكون حاجته للمياه أقل من بقية الأشجار، وهذا يتناسب مع شحّ المياه في البلد"، مشيراً إلى أن "التوسع بزراعة النخيل إذا ما استمر وحاز الدعم الحكومي والتشجيع، فسيجري التخفيف كثيراً من نسب التصحر والاحتباس الحراري".
ويعاني العراق من اتساع مشكلة التصحر الذي بات يهدد 55 بالمائة من مساحة البلد.
ومع تأثيرات التغير المناخي في العراق، فإن الجفاف الذي يعانيه من جراء قطع إيران روافد نهر دجلة، وتقليل تركيا التدفقات المائية نحو العراق بنهر الفرات، وضع البلاد أمام أزمة جفاف غير مسبوقة، أدت إلى تقليص المساحات الزراعية إلى النصف، وحرمان محافظات عدة الزراعة بشكل كامل، وفقاً للخطط الزراعية الموسمية التي تصدر بحسب وفرة المياه، وهذا كله أثّر بالبيئة.