ما زالت أكوام الرماد ومشاهد المعاناة ترسم صورا من الآلام التي خلفها زلزال المغرب، الذي ضرب البلاد مساء الجمعة 8 سبتمبر/أيلول الماضي، آلام التقطتها كاميرا "العربي الجديد" خلال جولتها في شوارع وأزقة قرى أيسلدا وأمزميز وأم نتالا، القريبة من أقرب نقطة لتلة آني يعقوب مركز الهزة الأرضية بالمغرب.
الصعود إلى تلك المنطقة محفوف بالمخاطر، خاصة بعد انهيار صخور أغلقت الطرق، حيث استغرق صعود كاميرا "العربي الجديد" نحو 4 ساعات، كانت البداية بقرية أيسلدا، والتي يمكنك فور دخولها ملاحظة تجمع للمتضررين من الزلزال في خيم أنشأها الدفاع المدني المغربي.
لا تزال الصدمة ظاهرة على من تبقى على قيد الحياة من أهل القرية، خففت بعض المساعدات من معاناتهم لكنها لم تزل من ذاكرتهم مشاهد للحظات من الرعب اهتز فيها كل ما حولهم، معربين عن قلقهم من استمرار الهزات الارتدادية، بجانب شعورهم بالبرد في ساعات الليل.
في قرية أمزميز، كانت المشاهد دامية، تقول إحدى المواطنات لـ"العربي الجديد" عن لحظة وقوع الهزة الأرضية:" كنا جالسين خارج المنزل، حتى اهتزت الأرض، لو كنا بالداخل لمتنا حتما، كل شيء أصبح تحت الأنقاض، ملابسنا وكل شيء، لا إله إلا الله محمد رسول الله".
من جهته، يقول عبد الله بن بوحسين: "كنا جالسين بعد العشاء، أصابنا الفزع، وعندما هربنا سقط علينا الجدار، اهتزت الأرض وكل واحد منا هرع إلى مكان، هناك من هرع للخارج، وهناك من سقط مغميا عليه، وعندما خرجنا وجدنا جميع المنازل انهارت".
وعلى مسافة قريبة من أمزميز، تقع أيضا قرية أم نتالا، مركز الزلزال المدمر، والتي كانت تستقطب السياح لجمال مناظرها وروعة تضاريسها، لكنها أصبحت اليوم قرية الموتى، حيث توفي 84 شخصا منها بسبب الزلزال، وما زالت فرق الإنقاذ تسارع الزمن لاستخراج الضحايا.