"العفو الدولية": ضرورة استمرار إيصال المساعدات الأممية إلى شمال سورية عبر معبرَين مؤقتَين
دعت منظمة العفو الدولية، اليوم الجمعة، الأمم المتحدة إلى مواصلة إيصال المساعدات إلى شمال سورية عبر معبرَين وافقت دمشق على استخدامهما لمدّة ثلاثة أشهر فقط عقب الزلزال المدمّر الذي ضرب المنطقة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد أعلن، في 13 فبراير/ شباط الماضي، موافقة حكومة النظام السوري على مرور المساعدات الأممية عبر معبرَي باب السلامة والراعي اللذَين يفصلان ما بين تركيا والمناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال البلاد، على أن ينتهي العمل بهذا الإجراء غداً في 13 مايو/ أيار الجاري.
وقبل الزلزال الذي أوقع أكثر من 55 ألف قتيل في سورية وتركيا في السادس من فبراير/ شباط الماضي، كانت مساعدات الأمم المتحدة تدخل إلى الشمال السوري من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.
Legal analysis by @amnesty confirms that delivering impartial humanitarian aid to civilians in north-west Syria through UN cross-border operations is legal under int'l law, even without consent from the Syrian govt or UN Security Council authorization.https://t.co/T0DeNhrl7a
— Amnesty MENA (@AmnestyMENA) May 12, 2023
ورأت منظمة العفو الدولية في بيان أنّه في وقت ما زال الملايين في سورية ممّن تضرّروا من الزلزال يعتمدون على مساعدات الأمم المتحدة العابرة للحدود، فإنّه يتوجّب على المنظمة الأممية الاستمرار في إيصالها عبر معبرَي باب السلامة والراعي، بصرف النظر عمّا إذا مدّدت حكومة النظام السوري موافقتها أم لا.
ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في إدلب (شمال غرب) وشمال حلب أكثر من أربعة ملايين شخص، وتُعَدّ تلك المناطق من بين الأكثر تضرّراً بالزلزال المدمّر في سورية.
وقالت ممثلة منظمة العفو الدولية لدى الأمم المتحدة شيرين تاضروس إنّ "حياة أكثر من أربعة ملايين شخص معرّضة للخطر، فيما القانون الدولي واضح بأنّ حقوقهم تُعَدّ أولوية". ورأت أنّه يتوجّب على "الأمم المتحدة أن تتّخذ موقفاً واضحاً ضدّ التسييس القاسي الذي عرقل العمليات الإنسانية في شمال سورية لسنوات عدّة".
ومنذ عام 2014، اعتمدت الأمم المتحدة أربعة معابر حدودية لإدخال مساعدات إنسانية عبر الحدود من دون موافقة النظام السوري، لكن بعد ضغط مارسته موسكو، أبرز داعمي دمشق في مجلس الأمن الدولي، قُلّص عددها إلى معبر واحد فقط هو معبر باب الهوى في إدلب منذ عام 2020.
يُذكر أنّه بموجب القرار الدولي لا تحتاج الأمم المتحدة إلى إذن من دمشق لاستخدام معبر باب الهوى. لكنّه من أجل استخدام معابر أخرى، على المنظمة الأممية طلب موافقة دمشق.
وخلال الأيام الأولى التي تلت زلزال فبراير الماضي، وجّهت منظمات إغاثية محلية وناشطون معارضون انتقادات إلى الأمم المتحدة لتأخّرها في إرسال قوافل مساعدات إغاثية وإنسانية استجابةً للكارثة التي فاقمت معاناة السكان، فهؤلاء يعانون أساساً من ظروف معيشية متدهورة بعد سنوات الحرب الطويلة.
(فرانس برس)